عليكم من الإيمان لي وقبول دعوتي واتباع سبيلي وعلل ذلك بقوله ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ﴾ أي على رسالتي غير متهم
وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (١٩)
﴿وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى الله﴾ أن هذه مثل الأولى في وجهيها أي لا تستكبروا على الله بالاستهانة برسوله ووحيه أو لا تستكبروا على نبى الله ﴿إني آتيكم بسلطان مبين﴾ بحجة واصحة تدل على أني نبي
وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠)
﴿وَإِنِّى عُذْتُ﴾ مدغم أبو عمرو وحمزة وعلي ﴿بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ﴾ أن تقتلوني رجماً ومعناه أنه عائذ بربه متكل على أنه يعصمه منهم ومن كيدهم فهو غير مبالٍ بما كانوا يتوعدونه من الرجم والقتل
وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (٢١)
﴿وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِى فاعتزلون﴾ أي إن لم تؤمنوا الى فلا موالاة بيني وبين من لا يؤمن فتنحوا عنى او فخلونى كفافا لالى ولا على ولا تتعرضو الى بشركم واذا كم مليس جزاء من دعاكم الى مافيه فلاحكم ذلك ترجمونى فاعتزلوني في الحالتين يعقوب
فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢)
﴿فَدَعَا رَبَّهُ﴾ شاكياً قومه ﴿أَنَّ هَؤُلآءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ﴾ بأن هؤلاء أي دعا ربه بذلك قيل كان دعاؤه اللهم عجل لهم ما يستحقونه باجرا مهم وقيل هو قوله رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لّلْقَوْمِ الظالمين وقرىء إِنَّ هَؤُلآء بالكسر على إضمار القول أي فدعا ربه فقال إن هؤلاء
فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣)
﴿فَأَسْرِ﴾ من أسرى فَأَسْرِ بالوصل حجازي من سرى والقول مضمر بعد الفاء أي فقال أسر ﴿بِعِبَادِى﴾ أي بني إسرائيل ﴿لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ﴾ أي دبر الله أن تتقدموا ويتبعكم فرعون وجنوده فينجي المتقدمين ويغرق التابعين