وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٢)
﴿وَلَقَدِ اخترناهم﴾ أي بني إسرائيل ﴿على عِلْمٍ﴾ حال من ضمير الفاعل أي عالمين بمكان الخيرة وبأنهم أحقاء بأن يختاروا ﴿عَلَى العالمين﴾ على عالمي زمانهم
وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (٣٣)
﴿وآتيناهم مِنَ الأيات﴾ كفلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى وغير ذلك ﴿ما فيه بلاء مبين﴾ نعمة ظاهرة أو اختيار ظاهر لننظر كيف تعملون
إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (٣٤)
﴿إِنَّ هَؤُلآءِ﴾ يعني كفار قريش ﴿لَيَقُولُونَ﴾
إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (٣٥)
﴿إِنْ هِىَ﴾ ما الموتة ﴿إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى﴾ والإشكال ان الكلام وقع في الحياة الثانية لافى الموت فهلا قيل إن هي إلا حياتنا الأولى وما معنى ذكر الأولى كأنهم وعدوا موتة أخرى حتى جحدوها وأثبتوا الأولى والجواب أنه قيل لهم إنكم تموتون موتة تتعقبها حياة كما تقدمتكم موتة قد تعقبتها حياة وذلك قوله تعالى وَكُنتُمْ أمواتا فأحياكم ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يحييكم فقالوا إن هي إلا موتتنا الأولى يريدون ما الموتة التي من شأنها أن يتعقبها حياة إلا الموتة الأولى فلا فرق إذاً بين هذا وبين قوله إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا في المعنى ويحتمل أن يكون هذا إنكاراً لما في قوله رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ﴾ بمبعوثين يقال أنشر الله الموتى ونشرهم اذا بعثهم
فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣٦)
﴿فأتوا بآبائنا﴾ خطاب الذين كانوا يعدونهم النشور من رسول الله ﷺ والمؤمنين ﴿إِن كُنتُمْ صادقين﴾ أي إن صدقتم فيما تقولون نعجلوا لنا إحياء من مات من آبائنا بسؤالكم ربكم ذلك حتى يكون دليلاً على أن ما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى حق
أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (٣٧)
﴿أهم خير﴾ في القوة المنعة ﴿أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ﴾ هو تبع الحميري كان