يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٨)
﴿يسمع آيات الله﴾ في موضع جر صفة ﴿تتلى عَلَيْهِ﴾ حال من آيات الله ﴿ثُمَّ يُصِرُّ﴾ يقبل على كفره ويقيم عليه ﴿مُسْتَكْبِراً﴾ عن الإيمان بالآيات والإذعان لما تنطق به من الحق مزدرياً لها معجباً بما عنده قيل نزلت في الضر بن الحرث وما كان يشتري من أحاديث العجم ويشغل بها الناس عن استماع القرآن والآية عامة في كل من كان مضاراً لدين الله وجىء بثم لأن الإصرار على الضلالة والاستكبار عن الإيمان عند سماع آيات القرآن مستبعد في العقول ﴿كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا﴾ كأن مخففة والأصل كأنه لم يسمعها والضمير ضمير الشأن ومحلة الجملة النصب على الحال اى يصير مثل غير السامع ﴿فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ فأخبره خبراً يظهر أثره على البشرة
وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٩)
﴿وإذا علم من آياتنا شَيْئاً﴾ وإذا بلغه شيء من آياتنا وعلم أنه منها ﴿اتخذها﴾ اتخذ الآيات ﴿هُزُواً﴾ ولم يقل اتخذه للإشعار بأنه إذا أحس بشيء من الكلام أنه من جملة الآيات خاض في الاستهزاء
﴿أولئك لهم عذاب مهين﴾
يجمع الآيات ولم يقتصر على الاستهزاء بما بلغه ويجوز أن يرجع الضمير إلى شيء لأنه في معنى الآية كقول أبي العتاهية... نفسي بشيء من الدنيا معلقة الله والقائم المهدي يكفيها...
حيث أراد عتبة ﴿أولئك﴾ إشارة إلى كل أفاك أثيم لشموله الأفاكين ﴿لَهُمْ عَذَابٌ مهين﴾ مخز
مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (١٠)
﴿مِّن وَرَآئِهِمْ﴾ من قدامهم الوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام ﴿جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِى عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ﴾ من الأموال ﴿شَيْئاً﴾ من عذاب الله ﴿وَلاَ مَا اتخذوا﴾ ما فيهما مصدرية أو موصولة ﴿مِن دُونِ الله﴾ من الأوثان ﴿أَوْلِيَآءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ في جهنم


الصفحة التالية
Icon