ليجزى قَوْماً يزيد أي ليجزى الخير قوماً فأضمر الخير لدلالة الكلام عليه كما أضمر الشمس في قوله حتى توارث بالحجاب لان قوله اذا عرض عليه بالعشى دليلا على تواري الشمس وليس التقدير ليجزي الجزاء قوماً لأن المصدر لا يقوم مقام الفاعل ومعك مفعول صحيح أما إقامة المفعول الثاني مقام الفاعل فجائز وأنت تقول جزاك الله خيراً ﴿بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ من الإحسان
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥)
﴿مَّنْ عَمِلَ صالحا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا﴾ أي لها الثواب وعليها العقاب ﴿ثُمَّ إلى ربكم ترجعون﴾ أى الى جزائه
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (١٦)
﴿ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب﴾ التوراة ﴿والحكم﴾ الحكمة والفقه أو فصل الخصومات بين الناس لأن الملك كان فيهم ﴿والنبوة﴾ خصها بالذكر لكثرة الأنبياء عليهم السلام فيهم ﴿وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطيبات﴾ مما أحل الله لهم وأطاب من الأرزاق ﴿وفضلناهم عَلَى العالمين﴾ على عالمى زمانهم
وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧)
﴿وآتيناهم بينات﴾ آيات ومعجزات ﴿مِّنَ الأمر﴾ من أمر الدين ﴿فما اختلفوا﴾ فما وقع الخلاف بينم في الدين ﴿إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ العلم بغيا بينهم﴾ اى الامن من بعد ما جاءهم ما هو موجب لزوال الخلاف وهو العلم وإنما اختلفوا لبغي حدث بينهم أي لعداوة وحسد بينهم ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ قيل المراد اختلافهم في أوامر الله ونواهيه في التوراة حسدا وطلبا وجلبا للرياسة لا عن جهل يكون الإنسان به معذورا
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (١٨)
﴿ثُمَّ جعلناك﴾ بعد اختلاف أهل الكتاب ﴿على شَرِيعَةٍ﴾ على طريقة ومنهاج ﴿مِّنَ الأمر﴾ من أمر الدين ﴿فاتبعها﴾ فاتبع شريعتك الثابتة بالحجج والدلائل {وَلاَ تَتَّبِعْ


الصفحة التالية
Icon