تجعل روحه في موات فيحيا به ﴿وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدهر﴾ كانوا يزعمون أن مرور الأيام والليالي هو المؤثر في هلاك الأنفس وينكرون ملك الموت وقبضه الأرواح بإذن الله وكانوا يضيفون كل حادثة تحدث إلى الدهر والزمان وترى أشعارهم ناطقة بشكوى الزمان ومنه قوله عليه السلام لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر أي فإن الله هو الآتي بالحوادث لا الدهر ﴿وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ وما يقولون ذلك من علم ويقين ولكن من ظن وتخمين
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٥)
﴿وإذا تتلى عليهم آياتنا﴾ اى القرآن يعى مافيه من ذكر البعث ﴿بينات مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ﴾ وسمى قولهم حجة وإن لم يكن حجة لأنه في زعمهم حجة ﴿إِلاَّ أَن قَالُواْ ائتوا بآبائنا﴾ اى احيوهم ﴿إن كنتم صادقين﴾ في دعوى البعث وحجتهم خبر كان واسمها أَن قَالُواْ والمعنى ما كان حجتهم الا مقالتهم ائتوا بآياتنا وقرىء حُجَّتَهُمْ بالرفع على أنها اسم كان وان قالوا الخبر
قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٦)
﴿قُلِ الله يُحْيِيكُمْ﴾ في الدنيا ﴿ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾ فيها عند انتهاء أعماركم ﴿ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إلى يَوْمِ القيامة﴾ أي يبعثكم يوم القيامة جميعاً ومن كان قادر على ذلك كان قادر على الإتيان بآبائكم ضرورة ﴿لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ أي في الجمع ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ﴾ قدرة الله على البعث لإعراضهم عن التفكر في الدلائل
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧)
﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ المبطلون﴾ عامل النصب في يَوْمٍ تقوم يخسر ويومئذ بدل من يَوْمٍ تَقُومُ
وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨)
﴿وترى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً﴾ جالسة على الركب يقال جثا فلان يجثو اذا جلس عل ركبتيه وقيل جاثية مجتمعة ﴿كُلُّ أُمَّةٍ﴾ بالرفع على الابتداء