كل بالفتح يعقوب عل الإبدال من كُلَّ أُمَّةٍ ﴿تدعى إلى كتابها﴾ إلى صحائف أعمالها فاكتفى باسم الجنس فيقال لهم ﴿اليوم تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ في الدنيا
هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩)
﴿هذا كتابنا﴾ أضيف الكتاب إليهم لملابسته إياهم لأن أعمالهم مثبتة فيه وإلى الله تعالى لأنه مالكه والآمر ملائكته أن يكتبوا فيه اعمال عباده ﴿ينطق﴾
﴿عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون﴾
﴿عَلَيْكُم﴾ يشهد عليكم بما عملتم ﴿بالحق﴾ من غير زيادة ولا نقصان ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ أي نستكتب الملائكة أعمالكم وقيل نسخت واستنسخت بمعنى وليس ذلك بنقل من كتاب بل معناه نثبت
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠)
﴿فأما الذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِى رَحْمَتِهِ﴾ جنته ﴿ذَلِكَ هُوَ الفوز المبين﴾
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ (٣١)
﴿وَأَمَّا الذين كَفَرُوآ﴾ فيقال لهم ﴿أَفَلَمْ تَكُنْ آياتي تتلى عَلَيْكُمْ﴾ والمعنى ألم يأتكم رسلي فلم تكن آياتي تتلى عليكم فحذف المعطوف عليه ﴿فاستكبرتم﴾ عن الإيمان بها ﴿وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ﴾ كافرين
وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣٢)
﴿وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ الله﴾ بالجزاء ﴿حَقٌّ والساعة﴾ بالرفع عطف على محل إن واسمها والساعة حمزة عطف على وَعَدَ الله ﴿لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِى مَا الساعة﴾ أي شيء الساعة ﴿إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً﴾ أصله نظن ظناً ومعناه إثبات الظن فحسب فأدخل حرف النفي والاستثناء ليفاد إثبات الظن مع نفي ما سواه وزيد نفي ما سوى الظن توكيداً بقوله ﴿وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ﴾
وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٣٣)
﴿وَبَدَا لَهُمْ﴾ ظهر لهؤلاء الكفار ﴿سَيِّئَاتُ مَا عملوا﴾ قبائح اعمالهم او عقوبات اعمالهم السيآت كقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها ﴿وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون﴾ ونزل بهم جزاء استهزائهم


الصفحة التالية
Icon