قيل نزلت في أبي بكر الصديق رضى الله عنه وفي أبيه أبي قحافة وأمه أم الخير وفي أولاده واستجابة دعائه فيهم فإنه آمن بالنبى ﷺ وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ودعا لهما وهو ابن أربعين سنة ولم يكن أحد من الصحابة من المهاجرين منهم والأنصار أسلم هو ووالداه وبنوه وبناته غير أبي بكر رضي الله عنه ﴿الذى كَانُواْ يُوعَدُونَ﴾ في الدنيا
وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٧)
﴿والذى قَالَ لوالديه﴾ مبتدأ خبره أُوْلَئِكَ الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول والمراد بالذي قال الجنس القائل ذلك القول ولذلك وقع الخبر مجموعاً وعن الحسن هو في الكافر العاق لوالديه المكذب بالبعث وقيل نزلت في عبد الرحمن بن ابى بكر رضى الله عنه قبل إسلامه ويشهد لبطلانه كتاب معاوية إلى مروان ليأمر الناس بالبيعة ليزيد فقال عبد الرحمن بن أبي بكر لقد جئتم بها هرقلية أنبايعون لأبنائكم فقال مروان يا أيها الناس هذا الذي قال الله تعالى فيه والذى قَالَ لوالديه أف لكما فسمعت عائشة رضى الله عنها فغضبت وقالت والله ما هو به ولو شئت أن أسميه لسميته ولكن الله تعالى لعن أباك وأنت في صلبه فأنت فضض من لعنة الله أي قطعة ﴿أُفّ لَّكُمَآ﴾ مدني وحفص أُفَّ مكي وشامي أُفِّ غيرهم وهو صوت إذا صوت به الإنسان علم أنه متضجر كما إذا قال حس علم أنه متوجع واللام للبيان أي هذا التأفيف لكما خاصة ولأجلكما دون غيركما ﴿أَتَعِدَانِنِى أَنْ أُخْرَجَ﴾ أن أبعث وأخرج من الأرض ﴿وَقَدْ خَلَتِ القرون مِن قَبْلِى﴾ ولم يبعث منهم أحد ﴿وَهُمَا﴾ أبواه ﴿يَسْتَغِيثَانِ الله﴾ يقولان الغياث بالله منك ومن قولك وهو استعظام لقوله ويقولان له ﴿وَيْلَكَ﴾ دعاء عليه بالثبور والمراد به الحث والتحريض على الإيمان لا حقيقة الهلاك ﴿آمن﴾ بالله وبالبعث ﴿إِنَّ وَعْدَ الله﴾ بالبعث ﴿حَقٌّ﴾ صدق ﴿فَيَقُولُ﴾