وأظهروا من ذلك فرحاً وإضافة مستقبل وممطر مجازية غير معرفة بدليل وقوعهما وهما مضافان إلى معرفتين وصفاً للنكرة ﴿بَلْ هُوَ﴾ أي قال هو دبل هو ويدل عليه قراءة من قرأ قَالَ هو دبل هُوَ ﴿مَا استعجلتم بِهِ﴾ من العذاب ثم فسره فقال ﴿رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (٢٥)
﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ﴾ تهلك من نفوس عاد وأموالهم الجم الكثير فعبر عن الكثرة بالكلية ﴿بِأَمْرِ رَبِّهَا﴾ رب الريح ﴿فَأْصْبَحُواْ لاَ يرى إِلاَّ مساكنهم﴾ عاصم وحمزة وخلف أي لا يرى شيء إلا مساكنهم غيرهم لاَّ ترى إِلاَّ مساكنهم والخطاب للرائي من كان ﴿كَذَلِكَ نَجْزِى القوم المجرمين﴾ أي مثل ذلك نجزي من أجرم مثل جرمهم وهو تحذير لمشركي العرب عن ابن عباس رضى الله عنهما اعتزل هود عليه السلام ومن معه في حظيرة ما يصيبهم من الريح إلا ما تلذه الانفس وانها لمر من عاد بالظعن بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة
وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٢٦)
﴿وَلَقَدْ مكناهم فِيمَآ إِن مكناكم فِيهِ﴾ إن نافية اى فيما ما مكناكم فيه الا إن أحسن في اللفظ لما في مجامعة ما مثلها من التكرير المستبشع ألا ترى ان الاصل في مهما ماما فلبشاعة التكرير قبلوا الألف هاء وقد جعلت إن صلة وتؤول بامكناهم في مثل ما مكناكم فيه والوجه هوالأول فقوله تعالى هم احسن اثاثا ورئيا كانوا اكثر منهم واشد قوة وآثارا وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ﴿وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وأبصارا وَأَفْئِدَةً﴾ أي آلات الدرك والفهم ﴿فَمَا أغنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أبصارهم وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَىْءٍ﴾ أي من شيء من الإغناء وهو القليل منه ﴿إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ﴾
﴿بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون﴾
﴿بآيات الله﴾ إذ نصب بقوله فَمَا أغنى وجرى مجرى التعليل لاستواء مؤدي التعليل والظرف في قولك ضربته لإساءته وضربته إذ أساء لأنك إذا ضربته في وقت إساءته فإنما ضربته فيه لوجود اساءته فيه الا