والمؤمنات} والمعنى فاثبت على ما أنت عليه من العلم بوحدانية الله وعلى التواضع وهضم النفس باستغفار ذنبك وذنوب من على دينك وفي شرح التأويلات جاز أن يكون له ذنب فأمره بالاستغفار له ولكنا لا نعلمه غير أن ذنب الأنبياء ترك الأفضل دون مباشرة القبيح وذنوبنا مباشر القبائح من الصغائر والكبائر وقيل الفاآت في هذه الآيات لعطف جملة على جملة بينهما اتصال ﴿والله يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ﴾ في معايشكم ومتاجركم ﴿وَمَثْوَاكُمْ﴾ ويعلم حيث تستقرون من منازلكم أو متقلبكم في حياتكم ومثواكم في القبور أو متقلبكم في اعمالكم ومثواكم في الجنة والنار ومثله حقيق بأن يتقى ويخشى وان يستغفر وسئل سفيان بن عبينة عن فضل العلم فقال ألم تسمع قوله فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لِذَنبِكَ فأمر بالعمل بعد العلم
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (٢٠)
﴿ويقول الذين آمنوا لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ﴾ فيها ذكر الجهاد ﴿فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ﴾ في معنى الجهاد ﴿مُّحْكَمَةٌ﴾ مبينة غير متشابهة لا تحتمل وجهاً إلا وجوب القتال وعن قتادة كل سورة فيها ذكر القتال فهي محكمة لأن النسخ لا يرد عليها من قبل أن القتال نسخ ما كان من الصفح والمهادنة وهو غير منسوخ إلى يوم القيامة ﴿وَذُكِرَ فِيهَا القتال﴾ أي أمر فيها بالجهاد ﴿رَأَيْتَ الذين فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ﴾ نفاق أي رأيت المنافقين فيما بينهم
﴿يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ المغشى عَلَيْهِ مِنَ الموت﴾
يضجرون منها ﴿يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ المغشى عَلَيْهِ مِنَ الموت﴾ أي تشخص أبصارهم جبناً وجزعاً كما ينظر من أصابته الغشية عند الموت ﴿فأولى لَهُمْ﴾ وعيد بمعنى فويل لهم وهو أفعل من الولى وهو القرب ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه
طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (٢١)
﴿طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ﴾ كلام مستأنف أي طاعة وقول معروف خير لهم ﴿فَإِذَا عَزَمَ الأمر﴾ فإذا جد الأمر ولزمهم فرض القتال ﴿فَلَوْ صَدَقُواْ الله﴾