فطلبهم الاستغفار أيضاً ليس بصادر عن حقيقة ﴿قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ الله شَيْئاً﴾ فمن يمنعكم من مشيئة الله وقضائه ﴿إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً﴾ ما يضركم من قتل أو هزيمة ضَرّا حمزة وعلي ﴿أو أراد بكم نفعا﴾ من غنيمة وظهر ﴿بَلْ كَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾
بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (١٢)
﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرسول والمؤمنون إلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلك فِى قُلُوبِكُمْ﴾ زينه الشيطان ﴿وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السوء﴾ من علو الكفر وظهور الفساد ﴿وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً﴾ جمع بائر كعائذ وعوذ من بار الشيء هلك وفسد أي وكنتم قوماً فاسدين في أنفسكم وقلوبكم ونياتكم لا خير فيكم او
﴿وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بالله وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا للكافرين سعيرا﴾
هالكين عند الله مستحقين لسخطه وعقابه
وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا (١٣)
﴿وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بالله وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا للكافرين﴾ أي لهم فأقيم الظاهر مقام الضمير للإيذان بأن من لم يجمع بين الإيمانين بالله والإيمان برسوله فهو كافر ونكّر ﴿سَعِيراً﴾ لأنها نار مخصوصة كما نكر نَاراً تلظى
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (١٤)
﴿وَللَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض﴾ يدبره تدبير قادر حكيم ﴿يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ﴾ يغفر ويعذب بمشيئته وحكمته وحكمته المغفرة للمؤمنين والتعذيب للكافرين ﴿وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً﴾ سبقت رحمته غضبه
سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥)
﴿سَيَقُولُ المخلفون﴾ الذين تخلفوا عن الحديبية ﴿إِذَا انطلقتم إلى مغانم﴾ اى غنائم خيبر ﴿لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كلام الله﴾ كَلِمَ الله حمزة وعلي أي يريدون أن يغيروا موعد الله لأهل الحديبية


الصفحة التالية
Icon