وذلك أنه وعدهم أن يعوضهم من مغانم خيبر إذا قفلوا موادعين لا يصيبون منهم شيئاً ﴿قُل لَّن تَتَّبِعُونَا﴾ إلى خيبر وهو اخبار من الله بعد اتباعهم ولا يبدل القول لديه ﴿كَذَلِكُمْ قَالَ الله مِن قَبْلُ﴾ من قبل انصرافهم إلى المدينة إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية دون غيرهم ﴿فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا﴾ أي لم يأمركم الله به بل تحسدوننا أن نشارككم في الغنيمة ﴿بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ﴾ من كلام الله ﴿إِلاَّ قَلِيلاً﴾ إلا شيئاً قليلاً يعني مجرد القول والفرق بين الإضرابين أن الاول أن يكون حكم الله أن لا يتّبعوهم وإثبات الحسد والثاني إضراب عن وصفهم بإضافة الحسد إلى المؤمنين إلى وصفهم بما هو أطم منه وهو الجهل وقلة الفقه
قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٦)
﴿قُل لّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأعراب﴾ هم الذين تخلفوا عن الحديبية ﴿سَتُدْعَوْنَ إلى قَوْمٍ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ يعني بني حنيفة قوم مسيلمة وأهل الردة الذين حاربهم ابو بكر رضى الله عنه لأن مشركي العرب والمرتدين هم الذين لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف وقيل هم فارس وقد دعاهم عمر رضى الله عنه ﴿تقاتلونهم أَوْ يُسْلِمُونَ﴾ أي يكون أحد الأمرين إما المقاتلة أو الإسلام ومعنى يسلمون على هذا التأويل ينقادون لأن فارس مجوس تقبل منهم الجزية وفي الآية دلالة صحة خلاف الشيخين حيث وعدهم الثواب على طاعة الداعي عند عوته بقوله ﴿فَإِن تُطِيعُواْ﴾ من دعاكم إلى قتاله ﴿يُؤْتِكُمُ الله أَجْراً حَسَناً﴾ فوجب أن يكون الداعي مفترض الطاعة ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ﴾ أي عن الحديبية ﴿يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أليما﴾ في
﴿لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعرج حرج﴾
الآخرة
لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (١٧)
﴿لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المريض حَرَجٌ﴾ نفي الحرج عن ذوي العاهات في التخلف عن الغزو ﴿وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ﴾ في الجهاد وغير


الصفحة التالية
Icon