ذلك ﴿يُدْخِلْهُ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار وَمَن يَتَوَلَّ﴾ يعرض عن الطاعة ﴿يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أليما﴾ ندخله ونعذبه مدنى وشامى
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨)
﴿لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشجرة﴾ هي بيعة الرضوان سميت بهذه الآية وقصتها ان النبى ﷺ حين نزل بالحديبية بعث خراش بن أمية الخزاعي رسولاً إلى مكة فهموا به فمنعه الأحابيش فلما رجع دعا بعمر ليبعثه فقال إني أخافهم على نفسي لما عرف من عداوتي إياهم فبعث عثمان بن عفان فخبرهم انه لم يات الحرب وإنما جاء زائراً للبيت فوقروه واحتبس عندهم فارجف بانهم قتلوه فقال رسول الله ﷺ لانبرح حتى نناجز القوم ودعا الناس إلى البيعة فبايعوه على ان يناجزوها قريشاً ولا يفروا تحت الشجرة وكانت سمرة وكان عدد المبايعين ألفاً وأربعمائة ﴿فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ﴾ من الإخلاص وصدق الضمائر فيما بايعوا عليه ﴿فَأنزَلَ السكينة عَلَيْهِمْ﴾ أي الطمأنينة والأمن بسبب الصلح على قلوبهم ﴿وأثابهم﴾ وجازاهم ﴿فَتْحاً قَرِيباً﴾ هو فتح خيبر غب انصرافهم من مكة
وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٩)
﴿وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا﴾ هي مغانم خيبر وكانت أرضاً ذات عقار وأموال فقسمها عليهم ﴿وَكَانَ الله عَزِيزاً﴾ منيعاً فلا يغالب ﴿حَكِيماً﴾ فيما يحكم فلا يعارض
وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢٠)
﴿وَعَدَكُمُ الله مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا﴾ هي ما اصابوه مع النبى ﷺ وبعده إلى يوم القيامة ﴿فَعَجَّلَ لَكُمْ هذه﴾ المغانم يعني مغانم خيبر ﴿وَكَفَّ أَيْدِىَ الناس عَنْكُمْ﴾ يعني أيدي أهل خيبر وحلفائهم من أسد وغطفان حين جاءوا لنصرتهم فقذف الله في قلوبهم الرعب فانصرفوا وقيل أيدي أهل مكة