حيطان مكة وعن ابن عباس رضى الله عنهما أظهر المسلمين عليهم بالحجارة حتى أدخلوهم البيوت ﴿بِبَطْنِ مَكَّةَ﴾ أي بمكة أو بالحديبية لأن بعضها منسوب إلى الحرم ﴿مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ أي أقدركم وسلطكم ﴿وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً﴾ وبالياء أبو عمرو
هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (٢٥)
﴿هُمُ الذين كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ المسجد الحرام والهدى﴾ هو ما يهدي إلى الكعبة ونصبه عطفاً على كم في صَدُّوكُمْ أي وصدوا الهدي ﴿مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ﴾ محبوساً أن يبلغ ومعكوفا حال وكان عليه السلام ساق سبعين بدنة ﴿مَحِلَّهُ﴾ مكانه الذي يحل فيه نحره أي يجب وهذا دليل على أن المحصر محل هديه الحرم والمراد المحل المعهود وهو منى ﴿وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مؤمنات﴾ بمكة ﴿لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ﴾ صفة للرجال والنساء جميعا ﴿أن تطؤوهم﴾ بدل اشتمال منهم أو من الضمير المنصوب في تَعْلَمُوهُمْ ﴿فَتُصِيبَكمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ﴾ إثم وشدة وهي مفعلة من عره بمعنى عراه إذا دهاه ما يكرهه ويشق عليه وهو الكفارة إذا قتله خطأ وسوء قالة المشركين أنهم فعلوا بأهل دينهم مثل ما فعلوا بنا من غير تمييز والإثم إذا قصر ﴿بِغَيْرِ علم﴾ متعلق بأن تطؤهم يعنى أن تطؤهم غير عالمين بهم والوطء عبارة عن الإيقاع والإبادة والمعنى أنه كان بمكة قوم من المسلمين مختلطون بالمشركين غير متميزين منهم فقيل
﴿ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا﴾
ولولا كراهة أن تهلكوا ناساً مؤمنين بين ظهرانى المشركين وأنتم غير عارفين بهم فيصبكم بإهلاكهم مكروه ومشقة لما كف أيديكم عنهم وقوله ﴿لِّيُدْخِلَ الله فِى رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ﴾ تعليل لما دلت عليه الآية وسيقت له من كف الأيدي عن أهل مكة والمنع عن قتلهم صونا