الرجع واذا منصوب بمضمر معناه أحين نموت ونبلى نرجع تنا نافع وعلي وحمزة وحفص ﴿ذلك رَجْعُ بَعِيدٌ﴾ مستبعد مسنكر كفولك هذا قول بعيد أي بعيد من الوهم والعادة ويجوز ان يكون الرجع بمعنى الرجوع وهو الجواب ويكون من كلام الله تعالى استبعاد الانكار هم ما أنذروا به من البعث والوقف على ترابا على هذا حسن وناصب الظرف إذا كان الرجع بمعنى الرجوع ما دل عليه النذر من المنذر به وهو البعث
قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (٤)
﴿قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأرض مِنْهُمْ﴾ رد لاستبادهم الرجع لأن من لطف علمه حتى علم ما تنقص من الأرض من أجساد الموتى وتأكله من لحومهم وعظامهم كان قادراً على رجعهم أحياء كما كانوا ﴿وَعِندَنَا كتاب حَفِيظٌ﴾ محفوظ من الشياطين ومن التغير وهو اللوح المحفوظ أو حافظ لما أودعه وكتب فيه
بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (٥)
﴿بَلْ كَذَّبُواْ بالحق لَمَّا جَآءَهُمْ﴾ إضراب أتبع الإضراب الأول للدلالة على أنهم جاءوا بما هو أفظع من تعجبهم وهو التكذيب بالحق الذي هو النبوة الثابتة بالمعجزات في أول وهلة من غير تفكر ولا تدبر ﴿فَهُمْ فِى أَمْرٍ مَّرِيجٍ﴾ مضطرب يقال مرج الخاتم في الإصبع إذا اضطرب من سعته فيقولون تارة شاعر وطوراً ساحر ومرة كاهن لا يثبتون على شيء واحد وقيل الحق القرآن وقيل الإخبار بالبعث ثم دلهم على قدرته على البعث فقال
أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (٦)
﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوآ﴾ حين كفروا بالبعث ﴿إِلَى السمآء فَوْقَهُمْ﴾ إلى آثار قدرة الله تعالى في خلق العالم ﴿كَيْفَ بنيناها﴾ رفعناها بغير عمد ﴿وزيناها﴾ بالنيرات ﴿وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ من فتوق وشقوق أي أنها سليمة من العيوب لافتق فيها ولا صداع ولا خلل
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧)
﴿والأرض مددناها﴾ دحوناها ﴿وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رواسي﴾ جبالاً ثوابت لولا هي لمالت ﴿وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ﴾ صنف ﴿بَهِيجٍ﴾ يبتهج به لحسنه


الصفحة التالية
Icon