أي لا تختصموا في دار الجزاء وموقف الحساب فلا فائدة في اختصامكم ولا طائل تحته وقد أوعدتكم بعذابي على الطغيان في كتبي وعلى ألسنة رسلي فما تركت لكم حجة عليّ والباء في بالوعيد مزيدة كما في قوله وَلاَ تلقوا بايديكم أو معدية على أن قدم مطاوع بمعنى تقدم
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩)
﴿مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ﴾ أي لا تطمعوا أن أبدل قولي ووعيدي بإدخال الكفار في النار ﴿وَمَا أَنَاْ بظلام لّلْعَبِيدِ﴾ فلا أعذب عبداً بغير ذنب وقال بظلام على لفظ المبالغة لأنه من قولك هو ظالم لعبده وظلام لعبيده
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠)
﴿يوم﴾ نصب بظلام او بمضمر هو اذكر وانذر ﴿يقول﴾ نافع واو بكرى أي يقول الله ﴿لِجَهَنَّمَ هَلِ امتلأت وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ﴾ وهو مصدر كالمجيد أي أنها تقول بعد امتلائها هل من مزيد اى هل تقى فيّ موضع لم يمتليء يعني قد امتلأت أو أنها تستزيد وفيها موضع للمزيد وهذا على تحقيق القول من جهنم وهو غير مستنكر كانطاق الجوارح والسؤال لتوبخ الكفرة لعلمه
تعالى بأنها امتلأت أم لا
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١)
﴿وَأُزْلِفَتِ الجنة لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ غير نصب على الظرف أي مكاناً غير بعيد أو على الحال وتذكيره لأنه على زنة المصدر كالصليل والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث أو على حذف الموصوف أي شيئاً غيربعيد ومعناه التوكيد كما تقول هو قريب غير بعيد وعزيز غير ذليل
هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢)
﴿هذا﴾ مبتدأ وهو إشارة إلى الثواب أو الى مصدر ازلفت ﴿ما توعدون﴾ صفة وبالياء مكى ﴿لكل أواب﴾ رجاع الى ذكره الله خبره ﴿حَفِيظٍ﴾ حافظ لحدوده جاء في الحديث من حافظ على أربع ركعات في اول النهار كان اوابا حفيطا