وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (٧)
﴿والسماء﴾ هذا قسم آخر ﴿ذَاتِ الحبك﴾ الطرائق الحسنة مثل ما يظهر على الماء من هبوب الريح وكذلك حبك الشعر آثار تثنيه وتكسره جمع حبيكة كطريقة وطرق ويقال إن خلقة السماء كذلك وعن الحسن حبكها نجومها جمع حباك
إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨)
﴿إِنَّكُمْ لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ﴾ أي قولهم في الرسول ساحر وشاعر ومجنون وفي القرآن سحر وشعر وأساطير الأولين
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (٩)
﴿يؤفك عنه من أفك﴾ الضمير للقرآن اوالرسول أي يصرف عنه من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم أو يصرف عنه من صرف في سابق علم الله اى علم فيما لم يزل
انه مأفوك عن الحق لا يرعوي ويجوز أن يكون لاضمير لما توعدون أو للدين أقسم بالذاريات على أن وقوع أمر القيامة حق ثم أقسم بالسماء على أنهم في قول مختلف في وقوعه فمنهم شاك ومنهم جاحد ثم قال يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو المأفوك
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠)
﴿قُتِلَ﴾ لعن وأصله الدعاء بالقتل والهلاك ثم جرى مجرى لعن ﴿الخراصون﴾ الكذابون المقدرون ما يصح وهم أصحاب القول المختلف واللام إشارة إليهم كأنه قيل قتل هؤلاء الخراصون
الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (١١)
﴿الذين هُمْ فِى غَمْرَةٍ﴾ في جهل يغمرهم ﴿ساهون﴾ غافلون عما امروا به
يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢)
﴿يسألون﴾ فيقولون ﴿أَيَّانَ يَوْمُ الدين﴾ أي متى يوم الجزاء وتقديره أيان وقوع يوم الدين لأنه ابما يقع الأحيان ظروفاً للحدثان وانتصب اليوم الواقع في الجواب بفعل مضمر دل عليه السؤال أي يقع
يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (١٣)
﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النار يُفْتَنُونَ﴾ ويجوز أن يكون مفتوحاً لإضافته إلى غير متمكن وهو الجملة ومحله نصب بالمضمر الذي هو يقع أو رفع على هو يوم هم على النار يفتنون يحرقون ويعذبون