ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (١٤)
﴿ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ﴾ أي تقول لهم خزنة النار ذوقوا اعذابكم وإحراقكم بالنار ﴿هذا﴾ مبتدأ خبره ﴿الذى﴾ أي هذا العذاب هو الذي ﴿كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ في الدنيا بقولكم فائتنا بما تعدنا ثم ذكر حال المؤمنين فقال
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٥)
﴿إِنَّ المتقين فِى جنات وَعُيُونٍ﴾ أي وتكون العيون وهي الأنهار الجارية بحيث يرونها وتقع عليها ابصارهم لا انهم فيها
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (١٦)
﴿آخذين ما آتاهم رَّبُّهُمْ﴾ قابلين لكل ما أعطاهم من الثواب راضين به وآخذين حال من الضمير في الظرف وهو خبر إن ﴿إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ﴾ قبل دخول الجنة في الدنيا ﴿مُحْسِنِينَ﴾ قد أحسنوا أعمالهم وتفسير إحسانهم ما بعده
كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (١٧)
﴿كانوا قليلا من الليل ما يهجعون﴾ ينامون وما مزيدة للتوكيد ويهجعون خبر كا ن والمعنى كانوا يهجعون في طائفة قليلة من الليل ومصدرية والتقدير كانوا قليلاً من الليل هجوعهم فيرتفع هجوعهم لكونه بدلاً من الواو في كَانُواْ لا بقليلا لانه صار موصوفا بقوله من الليل خرج من شبه الفعل وعمله باعتبار المشابهة أي كان هجوعهم قليلاً من الليل ولا يجوز أن تكون ما نافية على معنى أنهم لا يهجعون من الليل قليلاً ويحيونه كله لأن ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها لا تقول زيداً ما ضربت
وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨)
﴿وبالأسحار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ وصفهم بأنهم يحيون الليل متهجدين فاذا اسحروا اخفوا في الاستغفار كأنهم أسلفوا في ليلهم الجرائم والسحر السدس الأخير من الليل
وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (١٩)
﴿وَفِى أموالهم حَقٌّ لَّلسَّائِلِ﴾ لمن يسأل لحاجته ﴿والمحروم﴾ أي الذي يتعرض ولا يسأل حياء
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠)
﴿وفي الأرض آيات﴾ تدل على الصانع وقدرته
وحكمته وتدبيره


الصفحة التالية
Icon