فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٣٩)
﴿فتولى﴾ فأعرض عن الإيمان ﴿بِرُكْنِهِ﴾ بما كان يتقوى به من جنوده وملكه والركن ما يركن اليه الانسان من ما ل وجند ﴿وَقَالَ ساحر﴾ أي هو ساحر ﴿أَوْ مجنون﴾
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (٤٠)
﴿فأخذناه وَجُنُودَهُ فنبذناهم فِى اليم وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ آتٍ بما يلام عليه من كفره وعناده وإنما وصف يونس عليه السلام به في قوله فالتقمه الحوت وهو مليم لأن موجبات اللوم تختلف وعلى حسب اختلافها تختلف مقادير اللوم فراكب الكفر ملوم على مقداره وراكب الكبيرة والصغيرة والذلة كذلك وجملة مع الواو حال من الضمير في فأخذناه
وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (٤١)
﴿وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الريح العقيم﴾ هي التي لا خير فيها من إنشاء مطر أو إلقاح شجر وهي ريح الهلاك واختلف فيها والاظهر انا الدبور لقوله عليه السلام نصرت بالصبا واهتلكت عاد بالدبور
مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (٤٢)
﴿مَا تَذَرُ مِن شَىْء أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كالرميم﴾ هو كل ما رم أي بلي وتفتت من عظم أو نبات أو غير ذلك والمعنى ما تترك من شيء هبت عليه من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم إلا اهلكته
وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (٤٣)
﴿وَفِى ثَمُودَ﴾ آية أيضاً ﴿إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حتى حِينٍ﴾ تفسيره قوله تَمَتَّعُواْ فِى داركم ثلاثة ايام
فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٤٤)
﴿فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبّهِمْ﴾ فاستكبروا عن امتثاله ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة﴾ العذاب وكل عذاب مهلك صاعقة الصعقة علي وهي المرة من مصدر صعقتهم الصاعقة ﴿وهم ينظرون﴾ لانها كانت نهارا يعاينوها
فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (٤٥)
﴿فَمَا استطاعوا مِن قِيَامٍ﴾ أي هرب أو هو من قولهم ما يقوم به إذا


الصفحة التالية
Icon