ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (٦)
﴿ذُو مِرَّةٍ﴾ ذو منظر حسن عن ابن عباس ﴿فاستوى﴾ فاستقام على صورة نفسه الحقيقية دون الصورة التي كان يتمثل بها كلما هبط بالوحى وكان ينزل في صورة وحيه وذلك ان رسول الله ﷺ أحب أن يراه في صورته التي جبل عليها فاستوى له في الأفق الأعلى وهو أفق الشمس فملأ الأفق وقيل ما رآه احد من انبياء عليهم السلام في صورته الحقيقية سوى محمد ﷺ مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء
وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (٧)
﴿وَهُوَ﴾ أي جبريل عليه السلام ﴿بالأفق الأعلى﴾ مطلع الشمس
ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨)
﴿ثم دنا﴾ جبريل من رسول الله ﷺ ﴿فتدلى﴾ فزاد في القرب وتدلى هو النزول يقرب الشىء
فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩)
﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ﴾ مقدار قوسين عربيتين وقد جاء التقدير بالقوس والرمح والسوط والذرع والباع ومنه لا صلاة إلى أن ترتفع الشمس مقدار رمحين وفي الحديث لقاب قوس أحدكم من الجنة وموضع قده خير من الدنيا وما فيها والقد السوط وتقديره فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين فحذفت هذه المضافات ﴿أَوْ أدنى﴾ أي على تقديركم كقوله او يزيدون وهذا لانهم خطوطبوا على لغتهم ومقدار فهمهم وهم يقولون هذا قدر رمحين أو أنقص وقيل بل أدنى
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠)
﴿فأوحى﴾ جبريل عليه السلام ﴿إلى عَبْدِهِ﴾ إلى عبد الله وإن لم يجر لاسمه ذكر لأنه لا يلتبس كقوله مَا تَرَكَ على ظهرها ﴿مَا أوحى﴾ تفخيم للوحي الذي أوحي إليه قيل أوحي إليه إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها وعلى الأمم حتى تدخلها امتك
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١)
﴿مَا كَذَبَ الفؤاد﴾ فؤاد محمد ﴿مَا رأى﴾ ما رآه ببصره من صورة جبريل عليه السلام أي ما قال فؤاده لما رآه لم أعرفك ولو قال ذلك لكان كاذباً لأنه عرفه يعني أنه رآه بعينه وعرفه بقلبه ولم يشك في أن ما رآه حق


الصفحة التالية
Icon