وقيل المرئي هو الله سبحانه رآه بعين رأسه وقيل بقلبه
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (١٢)
﴿أفتمارونه﴾ أفتجادلونه من المراء وهو المجادلة واشتقاقه من مرى الناقة كأن كل واحد من المتجادلين يمرى ما عند صاحبه افتمرنه حمزة وعلي وخلف ويعقوب أفتغلبونه في المراء من ماريته فمريته ولما فيه من معنى الغلبة قال ﴿على ما يرى﴾ فعدى بعلى كما تقول غلبته على كذا وقيل أفتمرونه افتجدونه يقال مريته حقه اذا جحدته وتعديته بعلى لا تصح الاعلى مذهب التضمين
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)
﴿ولقد رآه﴾ رأى محمد جبريل عليهما السلام ﴿نَزْلَةً أخرى﴾ مرة لا تصح إلا على مذهب التضمين ﴿وَلَقَدْ رآه﴾ رأى محمد جبريل عليهما السلام ﴿نَزْلَةً أخرى﴾ مرة اخرى من النزل نصبت النزلة نصب الظرف الذي هو مرة لان الفعلة اسم للمرة من الفع فكانت في حكمها أي نزل عليه جبريل عليه السلام نزلة أخرى في صورة نفسه فرآه عليها وذلك ليلة المعراج
المأوى
عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤)
﴿عِندَ سِدْرَةِ المنتهى﴾ الجمهور على أنها شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش والمنتهى بمعنى موضع الانتهاء أو الانتهاء كأنها في منتهى الجنة وآخرها وقيل لم يجاوزها احدو اليها ينتهي علم الملائكة وغيرهم ولا يعلم أحد ما وراءها وقيل تنتهي إليها أرواح الشهداء
عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥)
﴿عِندَهَا جَنَّةُ المأوى﴾ أي الجنة التي يصير اليها المتقون وقيل تأوى لايها ارواح الشهداء
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦)
﴿إِذْ يغشى السدرة مَا يغشى﴾ أي رآه إذ يغشى السدرة ما يغشى وهو تعظيم وتكثير لما يغشاها فقد علم بهذه العبارة أن ما يغشاها من الخلائق الدالة على عظمة الله تعالى وجلاله أشياء لا يحيط بها الوصف وقد قيل يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله تعالى عندها وقيل يغشاها فراش من ذهب
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (١٧)
﴿ما زاغ البصر﴾ بصر رسول الله ﷺ ما عدل عن رؤية العجائب التى مر برؤيتها ومكن منها ﴿وَمَا طغى﴾ وما جاوز ما أمر برؤيته