لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨)
﴿لقد رأى﴾ والله لقد راى ﴿من آيات ربه الكبرى﴾ الآيت التي هي كبراها وعظماها يعني حين رقي به الى السماء فأرى عجائب الملكوت}
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (٢٠)
﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة أي أخبرونا عن هذه الاشياء التى تعبدونها من دون اللهعز وجل هل لها من القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة اللات والعزى ومناة أصنام لهم وهى مؤنثات فاللات كان لثقيف بالطائف وقيل كانت بنهخلة تعبدها قريش وهي فعلة من لوى لأنهم كانوا يلوون عليها ويعكفون للعبادة والعزى كانت لغطفان وهى سمرة واصلها تأنيث الاعز وقطعها خالدين الوليد ومناة صخرة كانت لهذيل وخزاعة وقيل لثقيف وكأنها سميت مناة لأن دماء النسائك كانت تمنى عندها أي تراق ومناءة مكي مفعلة من النوء كأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركاً بها {الأخرى﴾ هي صفة ذم أي المتأخرة الوضيعة المقدار كقوله وَقَالَتِ أُخْرَاهُمْ لاولاهم أي وضعاؤهم لرؤسائهم وأشرافهم ويجوز أن تكون الأولية والتقدم عندهم للات والعزى كانوا يقولون إن الملائكة وهذه الأصنام بنات الله وكانوا يعبدونهم ويزعمون انهم شفعاؤهم عندالله مع وأدهم البنات وكراهتم لهن فقيل لهم
أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (٢١) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (٢٢)
﴿أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الأنثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضيزى﴾ أي جعلكم لله البنات ولكم البنين قسمة ضيزى اى جائرة من ضازة يضيزه اذا اضامه وضيزى فعلى إذ لا فعلى في النعوت فكسرت الضاد للياء كما قيل ميض وهو بوض مثل حمر وسود ضئزى بالهمز مكى من ضأز مثل ضازه
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (٢٣)
﴿إِنْ هِىَ﴾ ما الأصنام ﴿إِلاَّ أَسْمَاء﴾ ليس تحتها في الحقيقة مسميات لأنكم تدعون الإلهية لما هو ابعد شىء منها واشد منافاة لها ﴿سَمَّيْتُمُوهَا﴾ أي سميتم
بها يقال سميته زيد او سميته يزيد {أنتم وآباؤكم مَّا


الصفحة التالية
Icon