الله أي القرآن ﴿وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الحياة الدنيا﴾
ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (٣٠)
﴿ذلك﴾ اى اختيارهم النيا والرضا بها ﴿مَبْلَغُهُمْ مّنَ العلم﴾ منتهى علمهم ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهتدى﴾ أي هو أعلم بالضال والمهتدي ومجازيهما
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١)
﴿وَللَّهِ مَا فِى السماوات وَمَا فِى الأرض ليجزي الذين أساؤوا بِمَا عَمِلُواْ﴾ بعقاب ما عملوا من
السوء أو بسبب ما عملوا من السوء ﴿وَيِجْزِى الذين أَحْسَنُواْ بالحسنى﴾ بالمثوبة الحسنى وهي الجنة أو بسبب الأعمال الحسنى والمعنى أن الله عز وجل إنما خلق العالم وسوى هذه الملكوت ليجزي المحسن من المكلفين والسمى منهم اذا لملك أهل لنصر الأولياء وقهر الأعداء
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (٣٢)
﴿الذين﴾ بدل اوفى موضع رفع على المدح أي هم الذين ﴿يَجْتَنِبُونَ كبائر الإثم﴾ أي الكبائر من الإثم لان الاثم جنس يشتمل على كبائرر وصغائر والكبائر لاذنوب التي يكبر عقابها كَبِيرٌ حمزة وعلي أي النوع الكبير منه ﴿والفواحش﴾ افحس من الكبائر انه قال والفواحش منها خاصة قيل الكبائر ما اوعد الله عليه النار والفواحس ما شرع فيها الحد ﴿إِلاَّ اللمم﴾ أي الصغائر والاستثناء منقطع لانه ليس من اكبائر والفواحش وهو كالنظرة والقيلة واللمسة والغمزة ﴿إِنَّ رَبَّكَ واسع المغفرة﴾ فيغفر ما شاء من الذنوب من غي توبة ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ﴾ أي أباكم ﴿مّنَ الأرض وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ﴾ جمع جنين ﴿فِى بُطُونِ أمهاتكم فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ﴾ فلا تنسبوها إلى زكاء العمل وزيادة الخير والطاعات أو إلى الزكاة والطهارة من المعاصي ولا تثنوا عليها واهضموها فقد علم الله الزكى منكم والتقى اولا وآخر اقبل أن يخرجكم من صلب آدم عليه السلام وقبل ان تخرجوا منبطون امهاتكم وقيل كان نهاس يعملون أعمالاً حسنة ثم يقولون صلاتنا وصيامنا وحجنا فنزلت وهذا إذا كان على سبيل الاعجاب او الرياء لاعلى سبيل الاعتراف بالنعمة فإنه جائز لأن المسرة بالطاعة طاعة وذكرها شكر


الصفحة التالية
Icon