ثم أعلم بما في صحف موسى وابراهيم فقال
أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨)
﴿ألا تزر وازرة وزر أخرى﴾ تز من وزر يزر إذا اكتسب وزراً وهو الاثم وان مخففة من الثقيلة والمعنى أنه لا تزر والضمير ضمير الشان ومحل ان وما بعدهاالجر بدلا من فِى صُحُفِ موسى أو الرفع على هو أن لا تزر كأن قائلاً قال وما في صحف موسى وإبراهيم فقيل أَلاَّ تَزِرُ وازرة اخرى اى الا تحمل نفس ذنب نفس
وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩)
﴿وَأَن لَّيْسَ للإنسان إِلاَّ مَا سعى﴾ إلا سعيه وهذه ايضا مما في صحق إبراهيم وموسى وأما ما صح في الأخبار من الصدقة من الميت والحج عنه فقد قيل إن سعي غيره لما لم ينفعه إلا مبنياً على سى نفسه وهو أن يكون مؤمناً كان سعي غيره كأنه سعي نفسه لكونه تابعاً له وقائماً بقيامه ولأن سعي غيره لا ينفعه إذا عمله لنفسه ولكن إذا نواه به فهو بحكم الشرع كالنائب عنه والوكيل القائم مقامه
وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠)
﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يرى﴾ أي يرى هو سعيه يوم القيامة في ميزانه
ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (٤١)
﴿ثُمَّ يُجْزَاهُ﴾ ثم يجزى العبد سعيه يقال جزاءه الله عمله وجزاه على عمله بحذف الجار وإيصال الفعل ويجوز أن يكون الضمير للجزاء ثم فسره بقوله ﴿الجزاء الأوفى﴾ أو أبدله عنه
وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (٤٢)
﴿وأن إلى ربك المنتهى﴾ هذاكله في الصحف الأولى والمنتهى مصدر بمعنى الانتهاء أي ينتهي إليه الخلق ويرجعون إليه كقوله ولاى الله المصير
وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (٤٣)
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبكى﴾ خلق الضحك والبكاء وقيل خلق الفرح والحزن وقيل أضحك المؤمنين في العقبى بالمواهب وأبكاهم في الدنيا بالنوائب
وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (٤٤)
﴿وأنه هو أمات وأحيا﴾ قيل أمت الآباء وأحيا الأبناء أو أمات بالكفر وأحيا بالايمان او امت هنا وأحيا ثمة
وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٤٥)
﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين الذكر والأنثى﴾
مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (٤٦)
﴿مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى﴾ إذا تدفق في الرحم


الصفحة التالية
Icon