القبور ﴿كأنهم جراد منتشر﴾ في كثرتهم وتفرقم في كل جهة والجراد مثل في الكثرة والتمرج يقال في الجيش الكثير المائج بعضه في بعض جاءوا كالجراد
مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)
﴿مُّهْطِعِينَ إِلَى الداع﴾ مسرعين مادي أعناقهم إليه ﴿يَقُولُ الكافرون هذا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾ صعب
شديد
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (٩)
﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ﴾ قبل أهل مكة ﴿قَوْمُ نُوحٍ فكذبوا عبدنا﴾ نوحا عليه السلام معنى تكرار التكذيب أنهم كذبوه تكذيباً على عقب تكذيب كلما مضى منهم قرن مكذب تبعه قرن مكذب أو كذبت قوم نوح الرسل فكذبوا عبدنا أي لما كانوا مكذبين بالرسل جاحدين للنبوة رأساً كذبوا نوحاً لأنه من جملة الرسل ﴿وَقَالُواْ مَجْنُونٌ﴾ أي هو مجنون ﴿وازدجر﴾ زجر عن أداء الرسالة بالشتم وهدد بالقتل او هو من جملة الرسل ﴿وَقَالُواْ مَجْنُونٌ﴾ أي هو مجنون ﴿وازدجر﴾ الجن وتخبطته وذهب بلبه
فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (١٠)
﴿فدعا ربه أني﴾ اى بأنى ﴿مغلوب﴾ غلبى قومى فلم يسمعوا منى ولتستحم اليأس من إجابتهم لي ﴿فانتصر﴾ فانتقم لي منهم بعذاب تبعثه عليهم
فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (١١)
﴿فَفَتَحْنَا أبواب السماء﴾ فَفَتَحْنَا شامي ويزيد وسهل ويعقوب ﴿بِمَاء مُّنْهَمِرٍ﴾ منصب في كثرة وتتابع لم ينقطع أربعين يوماً
وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢)
﴿وفجرنا الأرض عيونا﴾ ﴿فَالْتَقَى الماء﴾ أي مياه السماء والأرض وقرىء الماآن اى النوعان من الماء السماوى ولارضى ﴿على أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ على حال قدرها الله كيف شاء أو على أمر قد قدر في اللوح المحفوظ أنه يكون وهو هلاك قوم نوح بالطوفان


الصفحة التالية
Icon