وأمر الوزير أن يخلع عليه ثياب الوزارة فقال يا مولى هذا من شأن الله وقيل سوق المقادير إلى المواقيت وقيل إن عبد الله بن طاهر دعا الحسين بن افضل وقال له أشكلت عليّ ثلاث آيات دعوتك لتكشفها الى قوله فَأَصْبَحَ مِنَ النادمين وقد صح أن الندم توبة وقوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ وقد صح أن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة وقوله وَأَن ليس اللانسان الا ماسعى فما بال الأضعاف فقال الحسين يجوز أن لا يكون الندم توبة في تلك الأمة وقيل إن ندم قابيل لم يكن على قتل هابيل ولكن على حمله وذا قيل وأن ليس للإنسان إلا ما سعى مخصوص يقوم ابراهيم وموسى عليهما السلام ما قوله كل يوم هو في شان فانا لا شؤن يبد بها لشؤن يبتديها فقام عبد الله وقبل راسه وسوغ خراجه
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٠)
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (٣١)
﴿سنفرغ لكم﴾ مستار من قول الرجل لمن يتهدده سأفرغ لك يريد سأتجرد للإيقاع بك من
كل ما يشغلني عنه والمراد التوفر على النكاية فيه والانتقام منه ويجوز أن يراد ستنتهي الدنيا وتبلغ آخرها وتنتهي عند ذلك شؤن الخلق التي أرادها بقوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شان فلا يقى الا شأن واحد وهو جزاؤكم فجعل ذلك فراغاً لهم على طريق المثل سيفرغ حمزة وعلي اى الله تعالى ﴿أيها الثقلان﴾ الإنس والجن سميا بذلك لأنهما ثقلا الارض
فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٢)
﴿فبأي آلاء ربكما تكذبان﴾
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (٣٣)
﴿يا معشر الجن والإنس﴾ هو كالترجمة لقوله أَيُّهَا الثقلان ﴿إِنِ استطعتم أَن تَنفُذُواْ مِنْ أقطار السماوات والأرض فانفذوا﴾ لا تقدرون على النفوذ ﴿إِلاَّ بسلطان﴾ بقوة وقهر وغلبة وأنى لكم ذلك وقيل دلهم على العجز عن قوتهم للحساب غداً بالعجز عن نفوذ الأقطار اليوم