أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١)
﴿أفرأيتم النار التى تُورُونَ﴾ تقدحونها وتستخرجونها من الزناد والعرب تقدح بعودين تحك احداهما على الآخر ويسمون الأعلى الزند والأسفل الزندة شبهوهما بالفحل والطروقة
أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (٧٢)
﴿أأنتم أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا﴾ التي منها الزناد ﴿أَم نَحْنُ المنشئون﴾ الخالقون لها ابتداء
نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (٧٣)
﴿نحن جعلناها﴾ أي النار ﴿تذكرة﴾ تذكير النار جهنم حيث علقنا بها أسباب المعاش عممنا بالحاجة إليها البلوى لتكون حاضرة للناس ينظرون اليها ويذكرون ما اوعدوه به ﴿ومتاعا﴾ ومنفعة ﴿لّلْمُقْوِينَ﴾ للمسافرين النازلين في القواء وهي القفر أو الذين خلت بطونهم أو مزاودهم من الطعام من قولهم أقوت الدار إذا خلت من ساكنيها بدأ بذكر خلق الانسان فقال أفرأيتم مَّا تُمْنُونَ لأن النعمة فيه سابقة على جميع النعم ثم بما به قوامه وهو الحب فقال أفرأيتم مَّا تَحْرُثُونَ ثم بما يعجن به ويشرب عليه وهو الماء ثم بما يخبز به وهو النار فحصول الطعام بمجموع الثلاثة ولا يستغن عنه الجسد ما دام حياً
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤)
﴿فسبح باسم ربك﴾ فنزه ربكعما لا يليق به أيها المستمع المستدل أو أراد بالاسم الذكر أي سبح بذكر ربك ﴿العظيم﴾ صفة للمضاف أو للمضافاليه وقيل قل سبحان ربي العظيم وجاء مرفوعاً أنه لما نزلت هذه الآية قال اجعلوها في ركوعكم
فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥)
﴿فلا أقسم﴾ أي فاقسم ولا مزيدة مؤكدة مثلها في قوله لئلا يعلم اهل الكتاب وقرئ فلأقسم ومعناه فلأَنا أقسم اللام لام الابتداء دخلت على جملة من مبتدأ وخبره هي أنا أقسم ثم حذف المبتدأ ولا يصح أن نكون اللام لام القسم لأن حقها أن تقرن بها النون المؤكدة ﴿بمواقع النجوم﴾ بمساقطها ومغاربها بموقع حمزة