التوحيد والطاعات وإنما قال ﴿بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبأيمانهم﴾ لأن السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين كما أن الأشقياء يؤتونها من شمائلهم ووراء ظهورهم فيجعل النور في الجهتين شعاراً لهم وآية لأنهم هم الذين بحسناتهم سعدوا أو بصحائفهم البيض أفلحوا فإذا ذهب بهم إلى الجنة وسروا على الصراط يسعون سعي بسعيهم ذلك النور وتقول لهم الملائكة ﴿بُشْرَاكُمُ اليوم جنات﴾ أي دخول جنات لأن البشارة تقع بالأحداث دون الجثث ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم﴾
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣)
﴿يَوْمَ يَقُولُ﴾ هو بدل من يَوْمَ تَرَى ﴿المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا﴾ أي انتظرونا لأنه يسرع بهم إلى الجنة كالبروق الخاطفة انظر ونا حمزة من النظرة وهي الامهال جعل انثادهم في المضي الى ان يحلقو بهم إنظاراً لهم ﴿نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ﴾ نصب منه وذلك أن يلحقوا بهم فيتسنيروا به ﴿قِيلَ ارجعوا وَرَاءكُمْ فالتمسوا نُوراً﴾ طرد لهم وتهكم بهم أي تقول لهم الملائكة اوالمؤمنون ارجعوا الى الموقت حيث أعطينا هذا النور فالتمسوه هنالك فمن ثم يقتبس أو ارجعوا إلى الدنيا فالتمسوا بتحصيل سببه وهو الإيمان ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُم﴾ بين المؤمنين والمنافقين ﴿بِسُورٍ﴾ بحائط حائل بين شق الجنة وشق النار قيل هو الأعراف ﴿لَهُ﴾ لذلك السور ﴿بَابٍ﴾ لأهل الجنة يدخلون منه
﴿بَاطِنُهُ﴾ باطن السور أو الباب وهو الشق الذي يلي الجنة أي النور أو الجنة ﴿وظاهره﴾ ما ظهر لأهل النار ﴿مِن قِبَلِهِ﴾ من عنده ومن جهته ﴿العذاب﴾ أي الظلمة والنار
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (١٤)
﴿ينادونهم﴾ أي ينادي المنافقون المؤمنين ﴿أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ﴾ يريدون مرافقتهم في الظاهر ﴿قَالُواْ﴾ أي المؤمنون ﴿بلى ولكنكم فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ محنتموها بالنفاق وأهلكتموها ﴿وَتَرَبَّصْتُمْ﴾ بالمؤمنين الدوائر ﴿وارتبتم﴾ وشككتم في