تصيبه ويحزن عند مضرة تنزل به ولكن ينبغي أن يكون الفرج شكراً والحزن صبراً وإنما يذم من الحزن والجزع المنافي للصبر ومن الفرح الأشر المطعي الملهي عن الشكر ﴿والله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ لأن من فرح بحظ من الدنيا وعظم في نفسه اختال وافتخر وتكبر على الناس
الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤)
﴿الذين يَبْخَلُونَ﴾ خبر مبتدأ محذوف أو بدل من كل مختال فخور كان قال لا يحب الذين يبخلون يريد الذين يفرحون الفرح المطغي إذا رزقوا مالاً وحظاً من الدنيا فلحبهم له وعزته عندهم يزوونه عن حقوق الله ويبخلون به ﴿وَيَأْمُرُونَ الناس بالبخل﴾ ويحضون غيرهم على البخل ويرغبونهم في الإمساك ﴿وَمَن يَتَوَلَّ﴾ يعرض عن الإنفاق أو عن أوامر الله ونواهيه ولم ينته عما نهى عنه من الأسى على الفائت والفرح بالآتي ﴿فَإِنَّ الله هُوَ الغنى﴾ عن جميع المخلوقات فكيف عنه ﴿الحميد﴾ في أفعاله فَإِنَّ الله الغني يترك هو مدني وشامي
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢٥)
﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا﴾ يعني أرسلنا الملائكة إلى الأنبياء ﴿بالبينات﴾ بالحجج والمعجزات ﴿وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب﴾ أي الوحي وقيل الرسل الأنبياء والأول أولى لقوله مَعَهُمْ لأن الأنبياء ينزل عليهم الكتاب ﴿والميزان﴾ رُوي أن جبريل نزل بالميزان فدفعه إلى نوح وقال مرقومك يزنوا به ﴿لِيَقُومَ الناس﴾ ليتعاملوا بينهم إيفاء واستيفاء ﴿بالقسط﴾ بالعدل ولا يظلم أحدا أحداً ﴿وَأَنزْلْنَا الحديد﴾ قيل نزل آدم من الجنة ومعه خمسة أشياء من حديد السندان والكلبتان والميقعة والطرقة والابرة وروي ومعه المرو والمسحاق وعن الحسن وأنزلنا الحديد خلقناه ﴿فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾ وهو القتال به ﴿ومنافع لِلنَّاسِ﴾ في مصالحهم ومعايشهم وصنائعهم فما من صناعة إلا والحديد آلة فيها أو ما يعمل بالحديد ﴿وليعلم الله من ينصره ورسله﴾