وصفنا في الظهار والكفارة ﴿حُدُودَ الله﴾ التي لا يجوز تعديها ﴿وللكافرين﴾ الذين لايتبعونها ﴿عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ مؤلم
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (٥)
﴿إِنَّ الذين يُحَادُّونَ الله وَرَسُولَهُ﴾ يعادون ويشاقون ﴿كُبِتُواْ﴾ أخزوا وأهلكوا ﴿كَمَا كُبِتَ الذين مِن قبلهم﴾ من اعداء الرسل ﴿وقد أنزلنا آيات بينات﴾ تدل على صدق الرسول وصحة ما جاء به ﴿وللكافرين﴾ بهذه الآيات ﴿عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ يذهب بعزهم وكبرهم
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦)
﴿يوم يبعثهم﴾ منصوب بمهين أو باضمارا ذكر تعظيماً لليوم ﴿الله جَمِيعًا﴾ كلهم لا يترك منهم احد غير مبعوث أو مجتمعين في حال واحدة ﴿فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ﴾ تخجيلاً لهم وتوبيخاً وتشهيراً بحالهم يتمنون عنده المسارعة بهم إلى النار لما يلحقهم من الخزي على رؤس الأشهاد ﴿أحصاه الله﴾ أحاط به عدداً لم يفته منه شيء ﴿ونسوه﴾ لانهم تهاونوا ونوابه حين ارتكبوه وإنما تحفظ معظمات الأمور ﴿والله على كل شيء شهيد﴾ لا يغيب عن شيء
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧)
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِى السماوات وَمَا فِى الأرض مَا يَكُونُ﴾ من كان التامة أي ما يقع ﴿مِن نجوى ثلاثة﴾ النجوى التناجي وقد أضيفت إلى ثلاثة أي من نجوى ثلاثة نفر ﴿إِلاَّ هُوَ﴾ أي الله ﴿رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أدنى﴾ ولا أقل ﴿مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ﴾ يعلم ما يتناجون به ولا يخفى عليه ما هم فيه وقد تعالى عن المكان علواً كبيراً وتخصيص الثلاثة والخمسة لأنها نزلت في المنافقين وكانوا يتحلقون للتناجي مغايظة للمؤمنين على هذين العددين وقيل ما يتناجى منهم ثلاثة ولا خمسة ولا أدنى من عدديهم ولا أكثر إلا والله معهم يسمع