للحساب فيجازيكم بما تتناجون به من خير أو شر
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٠)
﴿إِنَّمَا النجوى﴾ بالإثم والعدوان ﴿مِنَ الشيطان﴾ من تزينه ﴿لِيَحْزُنَ﴾ أي الشيطان وبضم الياء نافع ﴿الذين آمنوا وَلَيْسَ﴾ الشيطان أو الحزن ﴿بِضَارّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ الله﴾ بعلمه وقضائه وقدره ﴿وَعَلَى الله فليتوكل المؤمنون﴾ أي يوكلون أمرهم إلى اله ويستعيذون به من الشيطان
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١)
﴿يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس﴾ توسعوا فيه فِى المجالس عاصم ونافع والمراد مجلس رسول الله ﷺ وكانوا يتضامنون فيه تنافساً على القرب منه وحرصاً على استماع كلامه وقيل هو المجلس من مجالس القتال وهي مراكز الغزاة كقوله مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ مقاتل في صلاة الجمعة ﴿فافسحوا﴾ فوسعوا ﴿يَفْسَحِ الله لكم﴾ مطلق في كل ما ينبغي الناس الفسحة فيه من المكان والرزق ﴿فافسحوا﴾ فوسعوا ﴿يَفْسَحِ الله لَكُمْ﴾ مطلق في كل ما ينبغي الناس الفسحة فيها من المكان والرزق والصدر والقبر وغير ذلك ﴿وإذا قيل انشزوا﴾ انهضوا للتوسع على المقبلين أو انهضوا عن مجلس رسول الله ﷺ إذا أمرتم بالنهوض عنه أو انهضوا إلى الصلاة والجهاد وأعمال الخير ﴿فَانشُزُواْ﴾ بالضم فيهما مدني وشامي وعاصم غير حماد ﴿يَرْفَعِ الله الذين آمنوا مِنكُمْ﴾ بامتثال أوامره وأوامر رسوله ﴿والذين أُوتُواْ العلم﴾ والعالمين منهم خاصة ﴿درجات والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ وفي
الدرجات قولان أحدهما في الدنيا في المرتبة والشرف والآخر في الآخرة وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه كان إذا قرأها يا أيها الناس اهموا هذه الآية ولترغبكم في العلم وعن النبي ﷺ فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وعنه ﷺ عبادة العالم يوما واحدا تعدل عابدة العابد أربعين


الصفحة التالية
Icon