﴿فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ﴾ فلم يكن ذلك بإيجاف خيل أو ركاب منكم على ذلك والركاب الإبل والمعنى فما أوجفتم على تحصيله وتغنيمه خيلاً ولا ركاباً ولا تعبتم في القتال عليه وإنما مشيتم إليه على أرجالكم لأنه على ميلين من المدينة وكان ﷺ على حمار فحسب ﴿ولكن الله يُسَلّطُ رُسُلَهُ على مَن يَشَاء﴾ يعني أن ما خوّل الله رسوله من أموال بني النضير شيء لم تحصلوه بالقتال والغلبة ولكن سلطه الله عليهم وعلى ما في أيديهم كما كان يسلط رسله على أعدائهم فالأمر فيه مفوض إليه يضعه حيث يشاء ولا يقسمه قسمة الغنائم التي قوتل عليها واخذت عنة وقهراً فقسمها بين المهاجرين ولم يعط الأنصار إلا ثلاثة منهم لفقرهم ﴿والله على كُلّ شيء قدير﴾
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٧)
﴿مَّا أَفَاء الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل﴾ وإنما لم يدخل العاطف على هذه الجملة لأنها بيان للأولى فهي منها غير أجنبية عنها بين لرسول الله ﷺ ما يصنع بما أفاء الله وأمره أن يضعه حيث يضع الخمس من الغنائم مقسومة
على الأقسام الخمسة وزيف هذا القول بعض المفسرين وقال الآية الأولى نزلت في أموال بني النضير وقد جعلها الله لرسوله خاصة وهذه الآية في غنائم كل قرية تؤخذ بقوة الغزاة وفي الآية بيان مصرف خمسها فهي مبتدأة ﴿كَى لاَ يَكُونَ دُولَةً﴾ تَكُونُ الدولة يزيد على كون التامة والدولة والدولة ما يدول للإنسان أي يدور من الجد ومعنى قوله كيلا يَكُونَ دُولَةً ﴿بَيْنَ الأغنياء مِنكُمْ﴾ كيلا يكون الفيء الذي حقه أن يعطي الفقراء ليكون لهم بلغة يعيشون بها جداً بين الأغنياء يتكاثرون به ﴿وما آتاكم الرسول﴾ أي ما أعطاكم من قسمة غنيمة أو فيء ﴿فَخُذُوهُ﴾ فاقبلوه ﴿وَمَا نهاكم عَنْهُ﴾ عن أخذه منها ﴿فانتهوا﴾ عنه ولا تطلبوه ﴿واتقوا الله﴾ أن تخالفوه وتتهاونوا بأوامره ونواهيه ﴿أَنَّ الله شَدِيدُ العقاب﴾ لم خالف رسوله