﴿والحكمة﴾ السنة أو الفقه في
الدين ﴿وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلِ﴾ من قبل محمد ﷺ ﴿لفي ضلال مبين﴾ كفر وجهالة وإن مخففة من الثقيلة واللام دليل عليها أي كانوا في ضلال لا ترى ضلالاً أعظم منه
وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣)
﴿وآخرين مِنْهُمْ﴾ مجرور معطوف على الأميين يعني أنه بعثه في الأميين الذين على عهده وفي آخرين من الأميين ﴿لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ﴾ أي لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون بهم وهم الذين بعد الصحاة رضي الله تعالى عنهم أو هم الذين يأتون من بعدهم إلى يوم الدين وقيل هم العجم أو منصوب معطوف على المنصوب في وَيُعَلّمُهُمُ أي يعلمهم ويعلم آخرين لأن التعليم إذا تناسق إلى آخر الزمان كان كله مستند إلى أوله فكأنه هو الذي تولى كل ما وجد منه ﴿وَهُوَ العزيز الحكيم﴾ في تمكينه رجلاً أمياً من ذلك الأمر العظيم وتأييده عليه واخيتاره إياه من بين كافة البشر
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤)
﴿ذلك﴾ الفضل الذي أعطاه محمداً وهو أن يكون نبي أبناء عصره ونبي أبناء العصور والغوابر هو ﴿فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء﴾ إعطاءه وتقتضيه حكمته ﴿والله ذُو الفضل العظيم﴾
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥)
﴿مَثَلُ الذين حُمّلُواْ التوراة﴾ أي كلفوا علمها والعمل بها فيها ﴿ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا﴾ ثم لم يعملوا بها فكانهم لم يحلموها ﴿كَمَثَلِ الحمار يَحْمِلُ أَسْفَاراً﴾ جمع سفر وهو الكتاب الكبير ويحمل في محل النصب على الحال أو الجر على الوصف لأن الحمار كاللئيم في قوله
ولقد امر على اللئيم يسبني شبه الهيود في أنهم حملة التوراة وقراؤها وحفاظ ما فيها ثم لم يعلموا