أن فيك تيهاً قال ليس بتيه ولكنه عزة وتلا هذه الآية ﴿ولكن المنافقين لاَ يعلمون﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٩)
﴿يا أيها الذين آمنوا لاَ تُلْهِكُمْ﴾ لا تشغلكم ﴿أموالكم﴾ والتصرف فيها والسعي في تدبير امرها بالنماء وطلب التاج ﴿وَلاَ أولادكم﴾ وسروركم بهم وشفقتكم عليهم والقيام بمؤنهم ﴿عَن ذِكْرِ الله﴾ أي عن الصلوات الخمس أو عن القرآن ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذلك﴾
يريد الشغل بالدنيا عن الدين وقيل من يشتغل بثمير أمواله عن تدبير أحواله وبمرضاة أولاده عن إصلاح معاده ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون﴾ في تجارتهم حيث باعوا الباقي بالفاني
وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠)
﴿وأنفقوا من ما رزقناكم﴾ من للتبعيض والمرد بالإنفاق الواجب ﴿مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ الموت﴾ أي من أن يرى قبل دلائل الموت ويعاين ما ييأس معه من الإمهال ويتعذر عليه الإنفاق ﴿فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى﴾ هلا أخرت موتي ﴿إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾ إلى زمان قليل ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ فأتصدق وهو جواب لولا ﴿وَأَكُن مّنَ الصالحين﴾ من المؤمنين والآية في المؤمنين وقيل في المنافقين وأكون أبو عمرو بالنصب عطفاً على اللفظ والجزم على موضع فَأَصَّدَّقَ كأنه قيل إن أخرتني أصدق وأكن
وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١١)
﴿وَلَن يُؤَخّرَ الله نَفْساً﴾ عن الموت ﴿إِذَا جَاء أَجَلُهَا﴾ المكتوب في اللوح المحفوظ ﴿والله خبير بما تعملون﴾ يعملون حماد ويحيى المعنى أنكم اذا علمتم أن تأخير الموت عو وقته مما لا سبيل إليه وأنه هاجم لا محالة وأن الله عليم