أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم فزين لهم العفو
إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥)
﴿إِنَّمَا أموالكم وأولادكم فِتْنَةٌ﴾ بلاء ومحنة لأنهم يوقعون في الإثم والعقوبة ولا بلاء أعظم منهما ﴿والله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ أي في الآخرة وذلك أعظم من مفعتكم بأموالكم وأولادكم ولم يدخل فيه من كما في العداوة لأن الكل لا يخلو ع نالفتنة وشغل القلب وقد يخلوا بعضهم عن العداوة
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦)
﴿فاتقوا الله مَا استطعتم﴾ جهدكم ووسعكم قيل هو تفسير لقوله حق تقاته ﴿واسمعوا﴾ ما توعظون به ﴿وَأَطِيعُواْ﴾ فيما تؤمرون وتنهون عنه ﴿وَأَنْفِقُواْ﴾ في الوجوه التي وجبت عليكم النفقة فيها ﴿خيرا لأنفسكم﴾ أي إتفاقا خيرا لأنفسكم وقال الكسائي يكن الاتفاق خيرا لأنفسكم والاصح تقديره ائتوا خيرا لأنفسكم من الأموال والأولاد وما أنتم عاكفون عليه من حب الشهوات وزخارف الدنيا ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾ أي البخل بالزكاة والصدقة الواجبة ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ المفلحون﴾
إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧)
﴿إن تقرضوا الله قرضا حسنا﴾ بنية وإخلاس وذكر القرض تلطف في الاستدعاء ﴿يضاعفه لَكُمْ﴾ يكتب لكم بالوحدة عشراً أو سبعمائة إلى ما شاء من الزيادة ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ والله شَكُورٌ﴾ يقبل القليل ويعطي الجزيل ﴿حَلِيمٌ﴾ يقيل الجليل من ذنب البخيل أو يضعف الصدقة لدافعها ولا يعجل العقبوة لمانعها
﴿عالم الغيب﴾ أي يعلم ما استتر من سرائر القلوب ﴿والشهادة﴾


الصفحة التالية
Icon