إِلَيْكُمْ ذِكْراً} أي القرآن وانتصب
رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (١١)
﴿رَسُولاً﴾ بفعل مضمر تقديره أرسل رسولاً أو بدل من ذِكْراً كأنه في نفسه ذكراً وعلى تقدير حذف المظاف أي قد أنزل الله إليكم ذا ذكر رسولاً أو أريد بالذكر الشرف كقوله وَإِنَّهُ لذكر لك ولقومك أي
فاشرف ومجد عند الله وبالرسول جبريل أو محمد عليهما السلام ﴿يتلو﴾ أي الرسول والله عز وجل ﴿عليكم آيات الله مبينات ليخرج﴾ الله ﴿الذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات﴾ أي ليحصل لهم ما هم عليه الساعة من الإيمان والعمل الصالح أو ليخرج الذين علم أنهم يؤمنون ﴿مِّنَ الظلمات إِلَى النور﴾ من ظلمات الكفر أو الجهل إلى نور الإيمان أو العلم ﴿وَمَن يُؤْمِن بالله وَيَعْمَلْ صالحا يُدْخِلْهُ﴾ وبالنون مدني وشامي ﴿جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا أَبَدًا﴾ وحد وجمع حملاً على لفظ من ومعناه ﴿قَدْ أَحْسَنَ الله لَهُ رِزْقاً﴾ فيه معنى التعجيب والتعظيم لما رزق المؤمنين من الثواب
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (١٢)
﴿الله الذى خَلَقَ﴾ مبتدأ وخبر ﴿سَبْعَ سماوات﴾ اجمع المفسرون على أن السموات سبع ﴿وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ﴾ بالنصب عطفاً على سَبْعَ سموات قيل ما في القرآن آية تدل على أن الأرضين سبع إلا هذه الآية وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام وغلظ كل سماء كذلك والأرضون مثل السموات وقيل الأرض واحدة إلا أن الأقاليم سبعة ﴿يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ﴾ أي يجري أمر الله وحكمه بينهن وملكه ينفذ فيهن ﴿لّتَعْلَمُواْ أَنَّ الله على كُلّ شَىْء قَدِيرٌ﴾ اللام يتعلق بخلق ﴿وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلّ شَىْء عِلْمَا﴾ هو تمييز أو مصدر من غير لفظ الأول أي قد علم كل شيء علماً وهو علام الغيوب


الصفحة التالية
Icon