الله عنها ﴿وأظهره الله عليه﴾ واطلع النبي ﷺ على إفشائها لحديث على لسان جبريل عليها السلام ﴿عَرَّفَ بَعْضَهُ﴾ أعلم ببعض الحديث ﴿وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ﴾ فلم يخبر به تكرماً قال على لسان جبريل عليه السلام ﴿عَرَّفَ بَعْضَهُ﴾ أعلم ببعض الحديث ﴿وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ﴾ فلم يخبر به تكرماً قال سفيان ما زال التغافل من فعل الكرام عَرَّفَ بالتخفيف عليّ أي جازي عليه من قولك الشيء لأعرفن لك ذلك وقيل المعروف حديث الإمامة والمعرض عنه حديث مارية وروي أنه قال لما ألم أقل لكم اكتمي عليّ قالت والذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي فرحاً بالكرامة التي خص الله بها أباها ﴿فلما نبأها به﴾ نبأ لنبي حفصة بما أفشت من السر إلى عائشة ﴿قالت﴾ حفصة النبي ﷺ ﴿مَنْ أَنبَأَكَ هذا قَالَ نَبَّأَنِىَ العليم﴾ بالسرائر ﴿الخبير﴾ بالضمائر
إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (٤)
﴿إِن تَتُوبَا إِلَى الله﴾ خطاب لحفصة وعائشة على طريقة الالتفات ليكون أبلغ ي معاتبتهما وجواب الشرط محذوف والتقدير إن تتوبا إلى الله فهو الواجب ودل على المحذوف ﴿فَقَدْ صَغَتْ﴾ مالت ﴿قُلُوبُكُمَا﴾ عن الواجب في مخالصة رسول الله ﷺ من حب ما يحبه وكراهة ما يكرهه ﴿وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ﴾ بالتخفيف كوفي وإن تعاونا عليه بما يسوءه من الإفراط في الغيرة وإفشاء سره ﴿فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مولاه﴾ وليه وناصره وزيادة إيذان بأنه يتولى ذلك بذاته ﴿وَجِبْرِيلُ﴾ أيضاً وليه ﴿وصالح الْمُؤْمِنِينَ﴾
ومن صلح من المؤمنين أي كل من آمن وعمل صالحا وقيل من برئ من النفاق وقيل الصحابة وقبل واحد أريد به الجمع كقولك لا يفعل هذا الصالح من الناس تريد الجنس وقيل اصله صالحوا المؤمنين فحذفت الواو من الخط موافقة للفظ ﴿والملائكة﴾ على تكاثر عددهم ﴿بَعْدَ ذَلِكَ﴾ بعد نصرة الله وجبريل وصالحي المؤمنين ﴿ظَهِيرٍ﴾ فوج مظاهر له فما يبلغ بعد ذلك تعظيماً لنصرتهم ومظاهرتهم
عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (٥)
﴿عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ﴾ يُبْدِلَهُ مني وأبو عمرو فالتشديد للكثرة ﴿أزواجا خَيْراً مّنكُنَّ﴾ فان قلت كيف تكون المبدلات خيرا منها ولم يكن على وجه الأرض نساء خير من أمهات المؤمنين قلت إذا طلقهن رسول الله ﷺ لإيذائهن إياه لم يبقين على تلك الصفة وكان غيرهم من الموصوفات بهذه الأوصاف ﴿خيرا منكن مسلمات مؤمنات﴾ مقرات مخلصات


الصفحة التالية
Icon