أن مشركي مكة كانوا ينالون من رسول الله ﷺ فيخبره جبريل مما قالوه فيه ونالوه منه فقالوا فيما بينهم أسروا قولكم لئلا يسمع إله محمد فنزلت ثم عللت بقوله ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور﴾ أي بضمائرها قبل أن تترجم الألسنة عنها فكيف لا يعلم ما تكلم به
أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)
﴿أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ﴾ من في موضع رفع بأنه فاعل يَعْلَم ﴿وَهُوَ اللطيف الخبير﴾ أنكر أن لا يحيط علماً بالمضمر والمسر والمجهر من خلقها وصفته أنه اللطيف أي العالم بدقائق الأشياء الخبير العالم بحقائق الأشياء وفيه إثبات خلق الأقوال فيكون دليلاً على خلق أفعال العباد وقال أبو بكر بن الأصم وجعفر بن حرب مَنْ مفعول والفاعل مضمر وهو الله تعالى فاحتالا بهذا لنفي خلق الأفعال
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥)
﴿هُوَ الذى جَعَلَ لَكُمُ الأرض ذَلُولاً﴾ لينة سهلة مذللة لا تمنع المشي فيها ﴿فامشوا في مناكبها﴾ جوابها استدلالا استرزاقا أو جبالها أو طرقها ﴿وَكُلُواْ مِن رّزْقِهِ﴾ أي من رزق الله فيها ﴿وَإِلَيْهِ النشور﴾ أي وإليه نشوركم فهو سائلكم عن شكر ما أنعم به عليكم
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (١٦)
﴿أأمنتم مَّن فِى السماء﴾ أي من ملكوته في السماء لأنها مسكن ملائكته ومنها تنزل قضايا وكتبه وأوامره ونواهيه فكأنه قال أأمنتم خالق السماء وملكه أو لأنهم كانوا يعتقدون التشبيه وأنه في السماء وأن الرحمة والعذاب ينزلان منه فقيل لهم على حسب اعتقادهم أأمنتم من تزعمون أنه في السماء وهو متعالٍ عن المكان ﴿أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض﴾ كما خسف بقارون ﴿فَإِذَا هِىَ تَمُورُ﴾ تضطرب وتتحرك
أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧)
﴿أَمْ أَمِنتُمْ مّن فِى السماء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصبا﴾ حجارة أن يرسل بدل من بدل الاشتمال وكذا أَن يَخْسِفَ ﴿فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نذير﴾ أي إذا رأيتم