وانتصابها على الحال ﴿سِيئَتْ وُجُوهُ الذين كَفَرُواْ﴾ أي ساءت رؤية الوعد وجوههم بأن علتها الكآبة والمساءة وغشيتها الفترة والسواد ﴿وقيل هذا الذي﴾ القائلون للزبانية ﴿كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ﴾ تفتعلون من الدعاء أي تسألون تعجيله وتقولون اثتنا بما تعدنا أو هو من الدعوى أي كنتم بسببه تدعون أنكم لا تبعثون وقرأ يعقوب تدعون
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٢٨)
﴿قل أرأيتم إِنْ أَهْلَكَنِىَ الله﴾ أي أماتني الله كقوله ان امرؤ هلك ﴿وَمَن مَّعِىَ﴾ من أصحابي ﴿أَوْ رَحِمَنَا﴾ أو أخر في آجالنا ﴿فَمَن يُجِيرُ﴾ ينجي ﴿الكافرين مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ مؤلم كان كفار مكة يدعون على رسول الله ﷺ وعلى المؤمنين بالهلاك فأمر بأن يقول لهم نحن مؤمنون متربصون لإحدى الحسنيين إما أن نهلك كما نتمنون فنقلب إلى الجنة أو نرحم بالنصرة عليكم كما نرجوا فأنتم ما تصنعون مِنْ مجيركم وأنتم كافرون من عذاب النار لا بد لكم منه
قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٩)
﴿قُلْ هُوَ الرحمن﴾ أي الذي أدعوكم إليه الرحمن ﴿آمنا بِهِ﴾ صدقنا به ولم نكفر به كما كفرتم ﴿وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا﴾ فوضنا إليه أمورنا ﴿فَسَتَعْلَمُونَ﴾ إذا نزل بكم العذاب وبالياء علي ﴿مَنْ هُوَ فِى ضلال مُّبِينٍ﴾ نحن أم أنتم
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (٣٠)
﴿قل أرأيتم إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً﴾ غائراً ذاهباً في الأرض لا تناله الدلاء وهو وصف بالمصدر كعدل بمعنى عادل ﴿فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَّعِينٍ﴾ جارٍ يصل إليه من أراده وتليت عند ملحد فقال يأتي بالمعول والمعن فذهب ماء عينه في تلك الليلة وعمي وقيل إنه محمد بن زكريا المتطبب زادنا الله بصيرة


الصفحة التالية
Icon