سماه الله تعالى بعشرة أسماء صادقاً فإن كان من عدله أن يجزي المسيء إلى رسول الله ﷺ بعشرة كان من فضله أن من صلى عليه وسلم بها عشرا
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦)
﴿سَنَسِمُهُ﴾ سنكويه ﴿عَلَى الخرطوم﴾ على أنفه مهانة له وعلماً يعرف به وتخصيص الأنف بالذكر لأن الوسم عليه أبشع وقيل خطم بالسيف يوم بدر فبقيت سمة على خرطومه
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (١٧)
﴿إِنَّا بلوناهم﴾ امتحنا أهل مكة بالقحط والجوع حتى أكلوا الجيف والرمم بدعاء النبي ﷺ حيث قال اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف ﴿كَمَا بَلَوْنَا أصحاب الجنة﴾ هم قوم من أهل الصلات كانت لأبيهم هذه الجنة بقربة يقال لها ضرو أن وكانت على فرسخين من صنعاء وكان يأخذ منها قوت سلته ويتصدق بالباقي على الفقراء فلما مات قال بنوه إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الامر ونحن أولو عيال فخلفوا ليصرمنها مصبحين في السدف خيفة من المساكين ولم يستثنوا في يمينهم فأحرق الله جنتهم وقال الحسن كانوا كفاراً والجمهور على الأول ﴿إِذْ أَقْسَمُواْ﴾ حلفوا ﴿لَيَصْرِمُنَّهَا﴾ ليقطعن ثمرها ﴿مُّصْبِحِينَ﴾ داخلين في الصبح قبل انتشار الفقراء حال من فاعل لَيَصْرِمُنَّهَا
وَلَا يَسْتَثْنُونَ (١٨)
﴿وَلاَ يَسْتَثْنُونَ﴾ ولا يقولون إن شاء الله وسمى استثناء وإن كان شرطا صورة لأن يؤدي الاستثناء من حيث إن معنى قولك لأخرجن إن شاء الله ولا أخرج إلا أن يشاء الله واحد
فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (١٩)
﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ﴾ نزل عليها بلاء قيل أنزل الله تعالى عليها ناراً فأحرقتها ﴿وَهُمْ نَائِمُونَ﴾ أي في حال نومهم
فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠)
﴿فَأَصْبَحَتْ﴾ فصارت الجنة
﴿كالصريم﴾ كالليل المظلم أي احترقت فاسودت أو كالصبح أي