صارت أرضاً بيضاء بلا شجر وقيل كال صرومة أي كأنها صرمت لهلاك ثمرها
فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (٢١)
﴿فتنادوا مصبحين﴾ نادى بعضم بعضاً عند الصباح
أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (٢٢)
﴿أَنِ اغدوا﴾ باكروا ﴿على حَرْثِكُمْ﴾ ولم يقل إلى حرثكم لأن الغدوّ إليه ليصرموه كان غدوّاً عليه أو ضمن الغدوّ معنى الإقبال أي فأقبلوا على حرثكم باكرين ﴿إِن كُنتُمْ صارمين﴾ مريدين صرامه
فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (٢٣)
﴿فانطلقوا﴾ ذهبوا ﴿وَهُمْ يتخافتون﴾ يتسارّون فيما بينهم لئلا يسمع المساكين
أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (٢٤)
﴿أن لا يدخلنها﴾ أي الجنة وان مفسرة وقرئ بطرحها بإضمار القول أي يتخافتون يقولون لا يدخلنها ﴿اليوم عَلَيْكُمْ مّسْكِينٌ﴾ والنهي عن دخول المساكين نهى عن التمكين أي لا تمكنوه من الدخول ﴿اليوم عَلَيْكُمْ مّسْكِينٌ﴾ والنهي عن دخول المساكين نهى عن التمكين أي لا تمكنوه من الدخول
وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (٢٥)
﴿وَغَدَوْاْ على حَرْدٍ﴾ على جد في المنع ﴿قادرين﴾ عند أنفسهم على المنع كذا عن فطويه أو الحرد القصد والسرعة أي وغدوا قاصدين إلى جنتهم بسرعة قادرين عند أنفسهم على صرامها وزي منفعتها عن المساكين أو هو علم للجنة أي غدوا على تلك الجنة قادرين على صرامها عند أنفسهم
فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (٢٦)
﴿فَلَمَّا رَأَوْهَا﴾ أي جنتهم محترقة ﴿قَالُواْ﴾ في بديهة وصولهم ﴿إِنَّا لَضَالُّونَ﴾ أي ضللنا جنتنا وما هي بها لما رأوا من هلاكها فلما تأملوا وعرفوا أنها هي قالوا
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٢٧)
﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ حرمنا خيرها لجنايتنا على أنفسنا
قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (٢٨)
﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ﴾ أعدلهم وخيرهم ﴿أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبّحُونَ﴾ هلا تستثنون إذ الاستثناء التسبيح لالتقائهما في معنى التعظيم لله لأن الاستثناء تفويض إليه والتسبيح تنزيه له وكل واحد من التفويض والتنزيه تعظيم أو لولا تذكرون الله وتتوبون إليه من خبث نيتكم كان أوسطهم قال لهم حين عزموا على ذلك اذكروا الله وانتقامه من المجرمين وتوبوا عن هذه العزيمة


الصفحة التالية
Icon