التسوية بين المطيبع والعاص كأن أمر الجزاء مفوض إليكم حتى تحكموا فيه بما شئتم
أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧)
﴿أَمْ لَكُمْ كتاب﴾ من السماء ﴿فِيهِ تَدْرُسُونَ﴾ تقرءون في ذلك الكتاب
إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (٣٨)
﴿إنّ لكم فيه لما تخيّرون﴾ أي إن ما تختارونه وتشتهونه لكم والأصل تدرسون أن لكم ما تخيرون بفتح أن لأنه مدروس لوقوع الدرس عليه إنما كسرت لمجئ اللام ويجوز أن يكون حكاية للمدروس كما هو كقوله وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الآخرين سلام على نوح وتخير الشيء واختاره أخذ خيره
أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (٣٩)
﴿أَمْ لَكُمْ أيمان عَلَيْنَا﴾ عهود مؤكدة بالأيمان ﴿بالغة﴾ نعت أيمان ويتعلق ﴿إلى يَوْمِ القيامة﴾ ببالغة أي أنها تبلغ ذلك لايوم وتنتهي إليه وافرة لم تبطل منه يمين إلى أن يحصل المقسم عليه من التحيكم أو بالمقدر في الظرف أي هي ثابتة لكم علينا إلى يوم القيامة لا تخرج عن عهدتها إلا يومئذ إذا حكمناكم وأعطيناكم ما تحكمون ﴿إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ﴾ به لأنفسكم وهو جواب القسم لأن معنى أَمْ لَكُمْ أيمان علينا أم أفسمنا لكم بأيمان مغلظة متناهية في التوكيد
سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (٤٠)
﴿سَلْهُمْ﴾ أي المشركين ﴿أَيُّهُم بذلك﴾ الحكم ﴿زَعِيمٌ﴾ كفيل بأنه يكون ذلك
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (٤١)
﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ﴾ أي ناس يشاركونهم في هذا القول ويذهبون مذهبهم فيه ﴿فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُواْ صادقين﴾ في دعواهم يعني أن أحداً لا يسلم لهم هذا ولا يساعدهم عليه كما أنه لا كتاب لهم ينطق به ولا عهد لهم به عند الله ولا زعيم لهم يضمن لهم من الله بهذا
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢)
﴿يوم يكشف عن ساق﴾ ناسب الظرف فَلْيَأْتُواْ أو اذكر مضمراً والجمهور على أن الكشف عن الساق عبارة عن شدة الامر وصعوبة الخطب فمعنى يوم ينكشف عَن سَاقٍ يوم يشتد الأمر ويصعب ولا كشف ثمة


الصفحة التالية
Icon