لأجل المساكين ويقول خلعنا نصف السلسلة بالايمان فنخلع نصفها بهذا وهذه الآيات ناطقة على أن المؤمنين يرحمون جميعاً والكافرين لا يرحمون لأنه قسّم الخلق نصفين فجعل صنفاً منهم أهل اليمين ووصفهم بالإيمان فحسب بقوله إِنّى ظَنَنتُ أَنّى ملاق حِسَابِيَهْ وصنفاً منهم أهل الشمال ووصفهم بالكفر بقوله إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بالله العظيم وجاز أن الذي يعاقب من المؤمنين إنما يعاقب قبل أن يؤتى كتابه بيمينه
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (٣٥)
﴿فليس له اليوم ها هنا حَمِيمٌ﴾ قريب يرفع عنه ويحترق له قلبه
وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦)
﴿وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ﴾ غسالة أهل النار فعلين
من الفسل والنون زائدة وأريد به هنا ما يسيل من أبدانهم من الصديد والدم
لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (٣٧)
﴿لا يأكله إلا الخاطئون﴾ للكافرون أصحاب الخطايا وخطىء الرجل إذا تعمد الذنب
فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (٣٨)
﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ﴾ من الأجسام والأرض والسماء
وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (٣٩)
﴿وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ﴾ من الملائكة والأرواح فالحاصل أنه أقسم بجميع الأشياء
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠)
﴿إِنَّهُ﴾ أي إن القرآن ﴿لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ أى محمد ﷺ أو جبريل عليه السلام أي بقوله ويتكلم به على وجه الرسالة من عند الله
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (٤١)
﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ﴾ كما تدعون ﴿قَلِيلاً ما تؤمنون﴾
وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٤٢)
﴿ولا بقول كاهن﴾ كا تقولون ﴿قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ وبالياء فيهما مكي وشامي ويعقوب وسهل وبتخفيف الذال كوفي غير أبي بكر والقلة في معنى العدم يقال هذه أرض قلما تنبت أي لا تنبت أصلاً والمعنى لا تؤمنون ولا تذكرون البتة
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٣)
﴿تَنزِيلٌ﴾ هو تنزيل بياناً لأنه قول رسول نزل عليه ﴿مّن رّبّ العالمين﴾


الصفحة التالية
Icon