وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٢٩)
﴿والذين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافظون﴾
إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٣٠)
﴿إِلاَّ على أزواجهم﴾ نسائهم ﴿أَوْ مَا مَلَكَتْ أيمانهم﴾ أي اماءهم ﴿فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾ على ترك الحفظ
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٣١)
﴿فَمَنِ ابتغى﴾ طلب منكحاً ﴿وَرَآءَ ذلك﴾ أي غير الزوجات والمملوكات ﴿فأولئك هُمُ العادون﴾ المتجاوزون عن الحلال إلى الحرام وهذه الآية تدل على حرمة المتعة ووطء الذكران والبهائم والاستمناء بالكف
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٣٢)
﴿والذين هُمْ لأماناتهم﴾ لأمانتهم مكي وهي تتناول أمانات الشرع وأمانات العباد ﴿وَعَهْدِهِمْ﴾ أي عهودهم ويدخل فيها عهود الخلق والنذور والأيمان ﴿راعون﴾ حافظون غير خائنين ولا ناقضين وقيل الأمانات ما تدل عليه العقول والعهد ما أتى به الرسول
وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (٣٣)
﴿والذين هم بشهاداتهم﴾ سهل وبالألف حفص ويعقوب ﴿قائمون﴾ يقيمونها عند الحكام بلاميل إلى قريب وشريف وترجيح للقوي على الضعيف إظهار للصلابة في الدين ورغبة في إحياء حقوق المسلمين
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٣٤)
﴿وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ كرر ذكر الصلاة لبيان أنها أهم أو لأن إحداهما للفرائض والأخرى للنوافل وقيل الدوام عليها الاستكثار منها والمحافظة عليها أن لا تضيع عن مواقيتها والدوام عليها أداؤها في أوقاتها والمحافظة عليها حفظ أركانها وواجباتها وسننها وآدابها
أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (٣٥)
﴿أولئك﴾ أصحاب هذه الصفات ﴿فِى جنات مُّكْرَمُونَ﴾ هما خبران
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (٣٦)
﴿فمال﴾ كتب مفصولا اتباعا لمصحف عثمان رضي الله عنه ﴿الَّذِينَ كَفَرُواْ قِبَلَكَ﴾ نحوك معمول ﴿مُهْطِعِينَ﴾ مسرعين حال من الذين كَفَرُواْ
عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (٣٧)
﴿عَنِ اليمين وَعَنِ الشمال﴾ عن يمين النبي ﷺ وعن شماله عِزِينَ حال أي فرقاً شتى جمع عزة وأصلها عزوة كأن كل فرقة تعتزي إلى غير من تعتزى إليه الأخرى فهم مفترقون


الصفحة التالية
Icon