جَدِيدٍ أي تبعثون والجديد فعيل بمعنى فاعل عند البصريين تقول جد فهو جديد كقل فهو قليل ولا يجوز إِنَّكُمْ بالفتح للام في خبره
أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (٨)
﴿افترى عَلَى الله كَذِبًا﴾ أهو مفترٍ على الله كذباً فيما ينسب إليه من ذلك والهمزة للاستفهام وهمزة الوصل حذفت استغناء عنها ﴿أَم بِهِ جِنَّةٌ﴾ جنون يوهمه ذلك ويلقيه على لسانه ﴿بَلِ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة فِى العذاب والضلال البعيد﴾ ثم قال سبحانه وتعالى ليس محمد من الافتراء والجنون في شيء وهو مبرأ منهما بل هؤلاء القائلون الكافرون بالبعث واقعون في عذاب النار وفيما يؤديهم إليه من الضلال عن الحق وهم غافلون عن ذلك وذلك أجن الجنون جعل وقوعهم في العذاب رسيلاً لوقوعهم في الضلال كأنهما كائنان في وقت واحد لأن الضلال لما كان العذاب من لوازمه جعلا كأنهما مقترنان ووصف الضلال بالبعيد من الإسناد المجازي لأن البعيد صفة الضال إذا بعد عن الجادة
أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٩)
﴿أَفَلَمْ يَرَوْاْ إلى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مّنَ السماء والأرض إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بهم﴾ وبالادغام على التقارب بين الفاء والباء وضعفه البعض لزيادة صوت الفاء على الباء ﴿الأرض أَوْ نُسْقِطْ﴾ الثلاثة بالياء كوفي غير عاصم لقوله افترى عَلَى الله كَذِبًا ﴿عَلَيْهِمْ كِسَفاً﴾ كِسَفًا حفص ﴿مّنَ السماء﴾ أي أعموا فلم ينظروا إلى السماء والأرض والأرض وأنهما حيثما كانوا وأينما ساروا أمامهم وخلفهم محيطتان بهم لا يقدرون أن ينفذوا من أقطارهما وان يخرجوا عماهم فيه من ملكوت اللله ولم يخافوا أن يخسف الله بهم أو يسقط عليهم كسفا لتكذيبهم الآيات وكفرهم بالرسول وبما جاء به كما فعل بقارون وأصحاب الأيكة ﴿إِنَّ فِى ذَلِكَ﴾ النظر إلى السماء والأرض والفكر فيهما


الصفحة التالية
Icon