قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (٢٥)
﴿قُلْ إِنْ أَدْرِى﴾ ما أدري ﴿أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ﴾ من العذاب ﴿أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبّى﴾ وبفتح الياء حجازي وأبو عمرو ﴿أَمَدًا﴾ غاية بعيدة يعني أنكم تعذبون قطعاً ولكن لا أدري أهو حالّ أم مؤجل
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦)
﴿عالم الغيب﴾ هو خبر مبتدأ أي هو عالم الغيب ﴿فَلاَ يُظْهِرُ﴾ فلا يطلع ﴿على غَيْبِهِ أَحَداً﴾ من خلقه
إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (٢٧)
﴿إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ﴾ إلا رسولاً قد ارتضاه لعلم بعض الغيب ليكون إخباره عن الغيب معجزة له فإنه يطلعه على غيبه ما شاء ومن رسول بيان لمن ارتضى والوي إذا أخبر بشيء فظهر فهو غير جازم عليه ولكنه أخبر بناء على رؤياه أو بالفراسة على أن كل كرامة للولي فهي معجزة للرسول وذكر في التأويلات قال بعضهم في هذه الآية دلالة تكذيب المنجمة وليس كذلك فإن فيهم من يصدق خبره وكذلك المتطيبة يعرفون طبائع النبات وذا لا يعرف بالتأمل فعلم بأنهم وقفوا على علمه من جهة رسول انقطع أثره وبقي علمه في الخلق ﴿فَإِنَّهُ يَسْلُكُ﴾ يدخل ﴿مِن بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ يدي الرسول ﴿وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً﴾ حفظة من الملائكة يحفظونه من الشياطين ويعصمونه من وساوسهم وتخاليطهم حتى يبلغ الوحي
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (٢٨)
﴿لِيَعْلَمَ﴾ الله ﴿أَن قَدْ أَبْلَغُواْ﴾ أي الرسل ﴿رسالات رَبِّهِمْ﴾ كاملة بلا زيادة ولا نقصان إلى المرسل إليهم أي ليعلم الله ذلك موجوداً حال وجوده كما كان يعلم ذلك قبل وجوده أنه يوجد وحد الضمير في مِن بَيْنِ يَدَيْهِ للفظ من وجمع في أَبْلَغُواْ لمعناه ﴿وَأَحَاطَ﴾ الله ﴿بِمَا لَدَيْهِمْ﴾ بما عند الرسل من العلم ﴿وأحصى كُلَّ شَىْءٍ عددا﴾
من الفطر والرمل وورق الأشجار وزبد البحار فكيف لا يحيط بما عند الرسل من وحيه وكلامه وعددا حال أي وعلم كل شيء معدوداً محصوراً أو مصدر في معنى إحصاء والله أعلم


الصفحة التالية
Icon