بطعام فعرضت له هذه الآية فقال ارفعه ووضع عنده الليلة الثانية فعرضت له فقال ارفعه وكذلك الليلة الثالثة فأخبر ثابت البناني وغيره فجاءوا فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق
يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (١٤)
﴿يَوْمَ﴾ منصوب بما في لَدَيْنَا من معنى الفعل أي استقر للكفار لدينا كذا وكذا يوم ﴿تَرْجُفُ الأرض والجبال﴾ أي تتحرك حركة شديدة ﴿وَكَانَتِ الجبال كَثِيباً﴾ رملاً مجتمعاً من كثب الشيء إذا جمعه كأنه فعيل بمعنى مفعول ﴿مَّهِيلاً﴾ سائلاً بعد اجتماعه
إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥)
﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ﴾ يا أهل مكة ﴿رَسُولاً﴾ يعني محمد عليه السلام ﴿شاهدا عَلَيْكُمْ﴾ يشهد
عليكم يوم القيامة بكفركم وتكذيبكم ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا إلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً﴾ يعني موسى عليه السلام
فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (١٦)
﴿فعصى فِرْعَوْنُ الرسول﴾ أي ذلك الرسول إذ النكرة إذا أعيدت معرفة كان الثاني عين الأول ﴿فأخذناه أَخْذاً وَبِيلاً﴾ شديداً غليظاً وإنما خص موسى وفرعون لأن خبرهما كان منتشراً بين أهل مكة لأنهم كانوا جيران اليهود
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (١٧)
﴿فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً﴾ هو مفعول تَتَّقُونَ أي كيف تتقون عذاب يوم كذا إن كفرتم أو ظرف أي فكيف لكم التقوى في يوم القيامة إن كفرتم في الدنيا او منصوب بكفرتم على تأويل جحدتم أي كيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء لأن تقوى الله خوف عقابه ﴿يَجْعَلُ الولدان﴾ صفة ليوما والعائد محذوف أي فيه ﴿شِيباً﴾ من هوله وشدته وذلك حين يقال لآدم عليه السالم قم فابعث بعث النار من ذريتك وهو جمع أشيب وقيل هو على التمثيل للتهويل يقال اليوم الشديد يوم يشيب نواصي الأطفال
السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (١٨)
﴿السماء منفطر به﴾ وصف اليوم بالشدة أيضاً أي السماء على


الصفحة التالية
Icon