على الاثافى
سبأ (١٥ - ١٣)
لا تنزل عنها لعظمها وقيل إنها باقية باليمين وقلنا لهم ﴿اعملوا آل داود شكرا﴾ أي ارحموا أهل البلاد واسألوا ربكم العافية عن الفضيل وشكرا مفعول له أو حال أي شاكرين أو اشكروا اشكر الأن اعملوا فيه معنى اشكروا من حيث إن العمل للمنعم شكر له أو مفعول به يعني إنا سخرنا لكم الجن يعملون لكم ما شئتم فاعملوا أنتم شكراً وسئل الجنيد عن الشكر فقال بذل المجهود بين يدي المعبود ﴿وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِىَ﴾ بسكون الياء حمزة وغيره بفتحها ﴿الشكور﴾ المتوفر على أداء الشكر الباذل وسعه فيه قد شغل به قلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا أو اعترافا وكدحا وعن ابن عباس رضى اله عنه من يشكر على أحواله كلها وقيل من يشكر على الشكر وقيل من يرى عجزه عن الشكر وحكي عن داود عليه السلام أنه جزا ساعات اليل والنهار على أهله فلم تكن تأتي ساعة من الساعات إلا وإنسان من آل داود قائم يصلى
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (١٤)
﴿فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الموت﴾ أي على سليمان ﴿مَا دَلَّهُمْ﴾ أي الجن وآل داود ﴿على مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ﴾ أي الأرضة وهي دويبة يقال لها سرفة والأرض فعلها فأضيفت إليه يقال أرضت الخشبة أرضاً إذا أكلتها الأرضة ﴿تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ﴾ والعصا تسمى منسأة لأنه ينسأ بها أي يطرد ومنساته بغير همز مدني وأبو عمرو ﴿فَلَمَّا خَرَّ﴾ سقط سليمان ﴿تَبَيَّنَتِ الجن﴾ علمت الجن كلهم علماً بيناً بعد التباس الأمر على عامتهم وضعفتهم ﴿أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الغيب مَا لَبِثُواْ﴾ بعد موت سليمان ﴿فِى العذاب المهين﴾ وروي أن داود عليه السلام أسس بناء بيت المقدس في موضع فسطاط موسى عليه السلام فمات قبل أن