وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨)
﴿وَيُطْعِمُونَ الطعام على حُبِّهِ﴾ أي حب الطعام مع الاشتهاء والحاجة إليه أو على حب الله مسكينا فقيرا عاجزا من الاكتساب ﴿ويتيما﴾ صغيرا لا اب ل ﴿وأسيرا﴾ مأسورا مملكوكا أو غيره ثم عللوا إطعامهم فقالوا
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩)
﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله﴾ أي لطلب ثوابه أو هو بيان من الله عز وجل عما في ضمائرهم لأن الله تعالى علمه منهم فأثنى عليهم وإن لم يقولوا شيئاً ﴿لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً﴾ هدية على ذلك ﴿ولا شكورا﴾ ثاء وهو مصدر كالشكر
إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (١٠)
﴿إنا نخاف من ربنا﴾ إنا لا نريد منكم المكافأة لخوف عقاب الله على طلب المكافأة بالصدقة أو إنا نخاف من ربنا فنتصدق لوجهه حتى نأمن من ذلك الخوف ﴿يَوْماً عَبُوساً﴾ ﴿قَمْطَرِيراً﴾ وصف اليوم بصفة أهله من الأشقياء نحو نهارك صائم والقمطرير الشديد العبوس الذي يجمع ما بين عينيه
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (١١)
﴿فوقاهم الله شَرَّ ذَلِكَ اليوم﴾ صانهم من شدائده ﴿ولقاهم﴾ أعطاهم بدل عبوس الفجار ﴿نَضْرَةً﴾ حسناً في الوجوه ﴿وَسُرُوراً﴾ ٤ فرحاً في القلوب
وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢)
﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ﴾ بصبرهم على الإيثار نزلت في علي وفاطمة وفضة جارية لهما لما مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما نذروا صوم ثلاثة أيام فاستقرض علي رضي الله عنه من يهودي ثلاثة أصوع من الشعير فطحنت فاطمة رضي الله تعالى عنها كل يوم صاعا وخبزت فآثروا بذلك ثلاث عشايا على أنفسهم مسكيناً ويتيماً وأسيراً ولم يذوقوا إلا الماء وفي وقت الإفطار ﴿جَنَّةً﴾ بستاناً فيه مأكل هنيء ﴿وَحَرِيراً﴾ ملبساً بهياً