مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (١٣)
﴿مُتَّكِئِينَ﴾ حال من هم في جزاهم ﴿فِيهَا﴾ في الجنة ﴿على الأرآئك﴾ الأسرة جمع الأريكة ﴿لاَ يَرَوْنَ﴾ حال من الضمير المرفوع في مُتَّكِئِينَ غير رائين ﴿فِيهَا﴾ في الجنة ﴿شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً﴾ لأنه لا شمس فيها ولا زمهرير فظلها دائم وهواؤها معتد لا حر شمس يحمي ولا شدة برد تؤذي وفي الحديث هواء الجنة سجسج لا حر
ولا قر قازهمرير البرد الشديد وقيل القمر أي الجنة مضيئة لا يحتاج فيها إلى شمس وقمر
وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (١٤)
﴿وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظلالها﴾ قريبة منهم ظلال أشجارها عطفت على جنة أي وجنة أخرى دانية عليهم ظلالها كأنهم وعدوا بجنتين لأنهم وصفوا بالخوف بقوله إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبّنَا وَلِمَنْ خاف مقام ربه جنتان ﴿وذللت﴾ سخرت للقائم والقاعد واملتكىء وهو حال من دَانِيَةٌ أي تدنو ظلالها عليهم في حال تذليل قطوفها عليهم أو معطوفة عليها أي ودانية عليهم ظلالها ومذللة ﴿قُطُوفُهَا﴾ ثمارها جمع قطف ﴿تَذْلِيلاً﴾
وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (١٥)
﴿ويطاف عليهم بآنية من فضة﴾ جمع كوب وهو إبريق لا عروة له ﴿كَانَتْ قَوَارِيرَاْ﴾ كان تامة أي كونت فكانت قوارير بتكوين الله نصب على الحال
قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (١٦)
﴿قوارير مِن فِضَّةٍ﴾ أي مخلوقة من فضة فهي جامعة لبياض الفضة وحسنها وصفاء القوارير وشفيفها حي يرى ما فيها من الشراب من خارجها قال ابن عباس رضي الله عنهما قوارير كل أرض من تربتها وأرض الجنة فضة قرأ نافع والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر بالتنوين فيهما وحمزة وابن عامر وأبو عمرو وحفص بغير تنوين فيهما وابن كثير بتنوين الأول والتنوين في الأول لتناسب الآي


الصفحة التالية
Icon