ثم نفعل بأمثالهم من الآخرين مثلما فعلنا بالأولين لأنهم كذبوا مثل تكذيبهم
كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (١٨)
﴿كذلك﴾ مثل ذلك الفعل الشنيع ﴿نَفْعَلُ بالمجرمين﴾ بكل من أجرم
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٩)
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذِّبِينَ﴾ بما أوعدنا
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (٢٠)
﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مّن مَّاءٍ مَّهِينٍ﴾ حقير وهو النطفة
فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (٢١)
﴿فجعلناه﴾ أي الماء في ﴿قرار﴾
﴿مكين﴾
مَّكِينٍ مقر يتمكن فيه وهو الرحم ومحل
إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢٢)
﴿إلى قدر معلوم﴾ الحال أي مؤخرا إلى مقدار من الوقت معلوم قد علمه الله وحكم به وهو تسعة أشهر أو ما فوقها أو ما دونها
فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (٢٣)
﴿فَقَدَّرْنَا﴾ فقدرنا ذلك تقديراً ﴿فَنِعْمَ القادرون﴾ فنعم المقدرون له نحن أو فقدرنا على ذلك فنعم القادرون عليه نحن والأول أحق لقراءة نافع وعلي بالتشديد ولقوله مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فقدره
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٤)
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذِّبِينَ﴾ بنعمة الفطرة
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥)
﴿ألم نجعل الأرض كفاتا﴾ وهو من كفت الشيء إذا ضمه وجمعه وهو اسم ما يكفت كقولهم الضمام لما يضم وبه انتصب
أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦)
﴿أَحْيَاءً وأمواتا﴾ كأنه قيل كافتة أحياء وأمواتاً أو بفعل مضمر يدل عليه كِفَاتاً وهو تكفت أي تكفت أحياء على ظهرها وأمواتاً في بطنها والتكبير فيهما للتفخيم أي تكفت أحياء لا يعدون امواتا لا يحصرون
وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (٢٧)
﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ﴾ جبالاً ثوابت ﴿شامخات﴾ عاليات ﴿وأسقيناكم ماء فراتا﴾ عذبا
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٨)
﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذِّبِينَ﴾ بهذه النعمة
انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٩)
﴿انطلقوا إلى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ أي يقال للكافرين يوم القيامة سيروا إلى النار التي كنتم بها تكذبون